@ 31 @ .
وقد دل على تعظيم المنة وتعظيم الله سبحانه في قوله : { كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُواْ ءَايَاتِهِ } ، فقال : كتاب أنزلناه بضمير التعظيم ، ثم قال في وصف الكتاب : مبارك . .
وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه التنصيص على أنه للتعظيم عند الكلام على آية ص هذه { كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ } . .
والواقع أنه جاءت الضمائر بالنسبة إلى الله تعالى بصيغ الجمع للتعظيم وبصيغ الإفراد ، فمن صيغ الجمع ما تقدم ، ومن صيغ الإفراد قوله : { إِنِّي جَاعِلٌ فِى الأَرْضِ خَلِيفَةً } ، وقوله : { إِنِّى خَالِقٌ بَشَراً مِّن طِينٍ } ، وقوله : { إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } . .
ويلاحظ في صيغ الإفراد : أنها في مواضع التعظيم والإجلال ، كالأول في مقام خلق البشر من طين ، ولا يقدر عليه إلا الله . .
والثاني : في مقام أنه يعلم ما لا تعلمه الملائكة ، وهذا لا يكون إلا للَّه سبحانه ، فسواء جيء بضمير بصيغة الجمع أو الإفراد ، ففيها كلها تعظيم للَّه سبحانه وتعالى سواء بنصها ، وأصل الوضع أو بالقرينة في السياق . والثاني : في مقام أنه يعلم ما لا تعلمه الملائكة ، وهذا لا يكون إلا للَّه سبحانه ، فسواء جيء بضمير بصيغة الجمع أو الإفراد ، ففيها كلها تعظيم للَّه سبحانه وتعالى سواء بنصها ، وأصل الوضع أو بالقرينة في السياق . % ( ثم اختلف في المُنزلِ ليلة القدر ، % هل هو الكل أو البعض ؟ ) % .
فقيل : وهو رأي الجمهور أنه أوائل تلك السورة فقط أي بداية الوحي بالقرآن ، وهو مروي عن ابن عباس ، قال : ( ثم تتالى نزول الوحي ، بعد ذلك وكان بين أوله وآخره عشرون سنة ) . .
وقيل : المنزل في تلك الليلة ، هو جميع القرآن جملة واحدة ، وكله إلى سماء الدنيا ، ثم صار ينزل على رسول الله صلَّى الله عليه وسلم منجماً حسب الوقائع . .
وهذا الأخير هو رأي الجمهور كما قدمنا ، وقد اختاره الشيخ رحمه الله تعالى علينا وعليه عند الكلام على قوله تعالى : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ } ، وحكاه الألوسي وحكى عليه الإجماع . .
وعن ابن حجر في فتح الباري ، ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قول يجمع فيه بين القولين الأخيرين ،