@ 546 @ً مكونة من ثمانية وأربعين جزءاً ، وهي دائماً وأبدًا تنقسم إلى قسمين متساويين أربعة وعشرين ، فيلتحم قسم منها مع قسم خلية الذكر ، وخلية الذكر سبعة وأربعون ، وإنما أبداً تنقسم أيضاً عند التلقيح إلى قسمين ، ولكن أحدهما أربعة وعشرون ، والآخر ثلاثة وعشرون ، فإذا أراد الله تذكير الحمل سبق القسم الذي من ثلاثة وعشرين . فيندمج مع قسيم خلية الأنثى ، وهو أربعة وعشرون ، فيكون مجموعهما سبعة وأربعين ، فيكون الذكر بإذن اللَّه . .
وإذا أراد الله تأنيث الحمل سبق القسم الذي هو أربعة وعشرون من الرجل ، فيندمج مع قسيم خلية المرأة أربعة وعشرين ، فيكون من مجموعهما ثمانية وأربعون ، فتكون الأنثى بإذن اللَّه ، وهكذا في جميع الحيوانات . .
أما النباتات فإن بعض الأشجار تتميز فيه الذكور من الإناث ، كالنخل والتوت مثلاً ، وبقية الأشجار تكون الشجرة الواحدة تحمل زهرة الذكورة وزهرة الأنوثة ، فتلقح الرياح بعضها من بعض . .
وقد حدثني عدة أشخاص عن غريبتين في ذلك . .
إحداهما : أن نخلة موجودة حتى الآن في بعض السنين فحلاً يؤخذ منه ليؤبر النخيل ، وفي بعض السنين نخلة تطلع وتثمر . .
وحدثني آخر في نفس المجلس : من أنه توجد عندهم شجرة نخل يكون أحد شقيها فحلاً يؤخذ منه الطلع يلقح به النخل ، وشقها الآخر نخلة يتلقح من الشق الآخر لمجاورته . .
كما حدثني ثالث : أن والده قطع بعض فحل النخل لكثرته في النخيل ، وبعد قطعه نبت في أصله ومن جذعه وجذوره نخلة تثمر . وكل ذلك على خلاف العادة ، ولكنه دال على قدرة الله تعالى ، وأنه خالق الذكر والأنثى . .
أما عمل هذا الجهاز في الحيوانات ، بل وفي الحشرات الدقيقة ، وتكاثرها ، فهو فوق الحصر والحد . .
وقد ذكروا في عالم الحشرات ، ما يلقح نفسه بنفسه ، باحتكاك بعض فخذية ببعض ، وكل ذلك مما لا يعلمه ولا يقدر على إيجاده إلاَّ الله سبحانه وتعالى ، مما لو