@ 541 @ تلك المسميات دلالة على عظم ذاتها وقوة دلالتها على قدرة خالقها ، وما سواها مستعدة قابلة لتلقي إلهام الله إياها . .
تنبيه .
وفي مجيئها بعد الآيات الكونية . من شمس وقمر وليل ونهار ، وسماء وأرض ، لفت إلى وجوب التأمل في تلك المخلوقات ، يستلهم منها الدلالة على قدرة خالقها والاستدلال على تغير الأزمان ، وحركة الأفلاك ، وإحداث السماء بالبناء أنه لا بد لهذا العالم من صانع ، ولا بد للمحدث المتجدد من فناء وعدم . .
كما عرض إبراهيم عليه السلام على النمروذ نماذج الاستدلال على الربوبية والألوهية ، فأشار إلى الشمس أولاً ، ثم إلى القمر ، ثم انتقل به إلى الله سبحانه . .
وقوله : { فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } ، إن كان ألهمها بمعنى هداها وبين لها ، فهو كما في قوله : { وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَينِ } ، وقوله : { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ } ، وهذا على الهداية العامة ، التي بمعنى الدلالة والبيان . .
وإن كان بمعنى التيسير والإلزام ، ففيه إشكال القدر في الخير الاختيار . .
وقد بحث هذا المعنى الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في دفع إيهام الاضطراب بحثاً وافياً . .
{ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا } . .
هذا هو جواب القسم فيما تقدم ، فالواو قد حذفت منه اللام لطول ما بين المقسم به والمقسم عليه . .
وقد نوه عنه الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه عند الكلام على قوله تعالى : { إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ } ، من سورة ص ، وأنهم استدلوا لهذه الآية عليه . .
والأصل : لقد أفلح ، فحذفت اللام لطول الفصل ، وزكاها بمعنى طهَّرها ، وأول ما يطهرها منه دنس الشرك ورجسه ، كما قال تعالى : { إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ } ، وتطهيرها منه بالإيمان ثم من المعاصي بالتقوى ، كما في قوله تعالى : { فَلاَ تُزَكُّواْ أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى } ، ثم بعمل الطاعات { قَدْ أَفْلَحَ مَن