@ 539 @ الذي سواها ، وما مشترك بين العالم وغيره ، كقوله : { وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ } ، ومثله : { فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ النِّسَآءِ } . .
وتقدم مراراً أحوال السماء في بنائها ورفعها ، وجعلها سبعاً طباقاً ، وقد بين في تلك النصوص كيفية بنائها ، وأنه سبحانه وتعالى بناها بقوة ، كما في قوله تعالى : { وَالسَّمَآءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ } ، أي بقوة ، وقوله تعالى : { وَالاٌّ رْضِ وَمَا طَحَاهَا } ، مثل دحاها . .
وقالوا : إبدال الدال طاء مشهور ، وطحا تأتي بمعنى خلق ، وبمعنى ذهب في كل شيء ، فمن الأول : وقالوا : إبدال الدال طاء مشهور ، وطحا تأتي بمعنى خلق ، وبمعنى ذهب في كل شيء ، فمن الأول : % ( وما تدري جذيمة من طحاها % ولا من ساكن العرش الرَّفيع ) % .
ومن الثاني قول علقمة : ومن الثاني قول علقمة : % ( طحا بك قلب في الحسان طروب % يعيد الشباب عصر حان مشيب ) % .
ولا منافاة في ذلك بأنه تعالى خلقها ومدها ، وذهب بأطرافها كل مذهب ، أي في مدها . .
تنبيه .
قالوا : ذكر السماء وما بناها ، للدلالة على حدوثها ، وبالتالي على حدوث الشمس والقمر ، وأن تدبيرهما للَّه . .
وقوله : { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } ، قالوا : النفس تحمل كامل خلقة الإنسان بجسمه وروحه وقواه الإنسانية ، من تفكير وسلوك . . . إلخ . .
وقيل : النفس هنا بمعنى القوى المفكرة المدركة مناط الرغبة والاختيار ، وعليه فذكر النفس بالمعنى الأول ، تكون تسويتها في استواء خلقتها وتركيب أعضائها ، وهي غاية في الدلالة على القدرة والكمال والعلم ، كما في قوله : { لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } ، وقال : { وَفِى أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ } ، أي من أعضاء وأجزاء وتراكيب وعدة أجهزة تبهر العقول في السمع ، وفي البصر ، وفي الشم ، وفي الذوق ، وفي الحس ، ومن داخل الجسم ما هو أعظم ، فحق أن يقسم بها .