@ 388 @ الْقَدْرِ } ثم بين تعالى مقدارها بقوله : { لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ } وبين خواصها بقوله : { تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِىَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } . .
الحفاوة بها .
لقد بين صلى الله عليه وسلم بقوله : ( التمسوها في العشر الأواخر ، وفي الوتر من العشر الأواخر ) ، وكان صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر كلها التماساً لتلك الليلة ، فكان يحييها قائماً في معتكفه ، كما جاء في الحديث ( وإذا جاء العشر شد مئزره وطوى فراشه وأيقظ أهله ) فلم يكن يمرح ولا يلعب ولا حتى نوم بل اجتهاد في العبادة . .
وكذلك شهر رمضان بكامله لكونه أنزل فيه القرآن أيضاً ، كما تقدمت الإشارة إليه ، فكان تكريمه بصوم نهاره وقيام ليله لا بالملاهي واللعب والحفلات ، كما له بعض صار يعد الناس وسائل ترفيه خاصة ، فيعكس فيه القصد ويخالف المشروع . .
ومن المناسبات يوم عاشوراء ، لقد كان له تاريخ قديم وكانت العرب تعظمه في الجاهلية وتكسو فيه الكعبة ، ولما قدم صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود يصومونه فقال لهم : ( لم تصومونه ) ؟ فقالوا : يوماً نجى الله فيه موسى من فرعون فصامه شكراً لله فصمناه . فقال صلى الله عليه وسلم : ( نحن أحق بموسى منكم ) فصامه وأمر الناس بصيامه . إنها مناسبة عظمى نجاة نبي الله موسى من عدو الله فرعون ، نصرة الحق على الباطل ، ونصر جند الله وإهلاك جند الشيطان . .
وهذا بحق مناسبة يهتم لها كل مسلم . ولذا قال صلى الله عليه وسلم ( نحن أحق بموسى منكم ) . نحن معشر الأنبياء أبناء علات ديننا واحد ) . .
وقد كان صيامه فرضاً حتى نسخ بفرض رمضان ، وهكذا مع عظم مناسبته من إعلاء كلمة الله ونصرة رسوله ، كان ابتهاج موسى عليه السلام به في صيامه شكراً لله . .
وكذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا هو الطريق السليم والسنة النبوية الكريمة لا ما يحدثه بعض العوام والجهال من مظاهر وأحداث لا أصل لها ، ثم يأتي العمل الأعم والمناسبات