@ 389 @ المتعددة في مناسك الحج منها الهرولة في الطواف ، لقد كانت عن مؤامرة قريش في عزمها على الغدر بالمسلمين في عمرة القضية فأمرهم صلى الله عليه وسلم أن يظهروا النشاط في الطواف ، وذلك حينما جاء الشيطان لقريش وقال لهم : .
هؤلاء المسلمون مع محمد صلى الله عليه وسلم جاءوا إليكم وقد أنهكتهم حمى يثرب ، فلو ملتم عليهم لاستأصلتموهم ، فأخبر جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان الموقف خطيراً جداً وحرجاً حيث لا مدد للمسلمين ولا سبيل للانسحاب ولا بد لهم من إتمام العمرة . .
فكان التصرف الحكيم ، أن يعكسوا على المشركين نظريتهم ويأتونهم من الباب الذي أتوا منه . .
فقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( أروهم اليوم منكم قوة ) فهرولوا في الطواف وأظهروا قوة ونشاطاً مما أدهش المشركين حتى قالوا : والله ما هؤلاء بإنس إنهم لكالجن ) ، وفوتوا عليهم الفرصة بذلك وسلم المسلمون . .
فهو أشبه بموقف موسى من فرعون ، فنجى الله رسوله صلى الله عليه وسلم من غدر قريش فكان هذا العمل مخلداً ومشروعاً في كل طواف قدوم حتى اليوم ، مع زوال السبب حيث هرول المسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بعد فتح مكة بسنتين . .
قال العلماء : بقي هذا العمل تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم أولاً ، وتذكروا ولهذا الموقف وما لقيه المسلمون في بادىء الدعوة . .
وجاء السعي والهرولة فيه لما فيه من تجديد اليقين بالله ، حيث تركت هاجر ، وهي من سادة المتوكلين على الله والتي قالت لإبراهيم : .
اذهب فلن يضيعنا الله . تركت حتى سعت إلى نهاية العدد ، كما يقول علماء الفرائض وهو سبعة . .
إذ كل عدد بعده تكرار لمكرر قبله ، كما قالوا في عدد السماوات والأرض وحصى الجمار وأيام الأسبوع . إلخ . .
وذلك لتصل إلى أقصى الجهد وتنقطع أطماعها من غوث يأتيها من الأرض ، فتتجه بقوة اليقين وشدة الضراعة إلى السماء وتتوجه بكليتها ، وإحساسها بقلبها وقالبها إلى الله . فيأتيها الغوث الأعظم سقياً لها وللمسلمين من بعدها . .
فكان ذلك درساً عملياً ظل إحياؤه تجديداً له . .
وهكذا النحر ، وقصة الفداء لما كان فيه درس الأمة لأفرادها وجماعتها في أسرة