@ 174 @ أقوام عن ودعهم الجمعات ، أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين ) رواه مسلم . .
وعن ابن مسعود أن النَّبي صلى الله عليه وسلم ، قال لقوم يتخلفون عن الجمعة : ( لقد هممت أن آمر رجلاً يصلي بالناس ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم ) رواه أحمد ومسلم . وقد فسر الطبع في حديث أبي الجعد بأنه طبع النفاق ، كما في قوله تعالى في سورة المنافقون { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ ءَامَنُواّ ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ } ، وقيل : طبع ضلال ، كما في الحديث . ثم يكون أي القلب كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ، ولا ينكر منكراً . نسأل الله العافية والسلامة لنا ولجميع المسلمين والتوفيق لفضل هذا اليوم الذي خص الله به هذه الأمة . .
مسألة .
من المخاطب بالسعي هنا ، أي من الذي تجب عليه الجمعة تستهل الآية الكريمة بقوله تعالى : { ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ } ، وهو نداء عام لكل مؤمن ذكر ، وأنثى ، وحر ، وعبد صحيح ومريض ، فشمل كل مكلف على الإطلاق كقوله تعالى : { ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ } . .
وقوله تعالى : ( فاسعوا ) الواو فيه للجمع ، وإن كانت للمذكر إلا أنها عائدة إلى الموصول السابق وهو عام كما تقدم ، فيكون طلب السعي متوجهاً إلى كل مكلف إلا ما أخرجه الدليل . .
وقد أخرج الدليل من هذا العموم أصنافاً ، منها : المتفق عليه ، ومنها المختلف فيه . .
فمن المتفق عليه : ما أخرج من عموم خطاب التكليف كالصغير والنائم والمجنون لحديث ( رفع القلم عن ثلاثة ) . .
وما خرج من خصوص الجمعة ، كالمرأة إجماعاً فلا جمعة على النساء . .
وكالمريض فلا جمعة عليه اتفاقاً كذلك . .
وهو من يشق عليه أو يزيد مرضه ، ومن يمرضه تابع له . وقد اختلف في المسافر