@ 469 @ .
الأول : إنكار علم الغيب المدلول عليه بالهمزة في قوله : { أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ } والمراد نفي علمه للغيب . .
الثاني : أن لكل من إبراهيم وموسى صحفاً لم ينبأ بما فيها هذا الكافر . .
الثالث : أن إبراهيم وفَّى أي أتم القيام بالتكاليف التي كلفه ربه بها . .
الرابع : أن في تلك الصحف ، أنه لا تزر وازرة وزر أخرى . .
الخامس : أن فيها أيضاً أنه ليس للإنسان إلا ما سعى . .
السادس : أن سعيه سوف يُرى . .
السابع : أنه يجزاه جزاء الأوفى ، أي الأكمل الأتم . .
وهذه الأمور السبعة قد جاءت كلها موضحة في غير هذا الموضع . .
أما الأول منها ، وهو عدم علمهم الغيب ، فقد ذكره تعالى في مواضع كثيرة كقوله تعالى : { أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ } . وقوله : { أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَانِ عَهْداً } . وقوله : { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ } { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ } الآية . وقوله تعالى : { قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِى السَّمَاواتِ والاٌّ رْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ } والآيات بمثل هذا كثيرة معلومة ، وقد قدمناها مراراً . .
والثاني : الذي هو أن لإبراهيم وموسى صحفاً لم يكن هذا المتولي المعطي قليلاً المكدي عالماً بها ، ذكره تعالى في قوله : { إِنَّ هَاذَا لَفِى الصُّحُفِ الاٍّ ولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى } . .
والثالث : منها وهو إبراهيم وفي تكاليفه ، فقد ذكره تعالى في قوله : { وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ } ، وقد قدمنا أن الأصح في الكلمات التي ابتلى بها أنها التكاليف . .
وأما الرابع منها : وهو أنه لا تزر وازرة وزر أخرى ، فقد ذكره تعالى في آيات من كتابه كقوله تعالى : { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّبِعُواْ سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ