@ 470 @ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِّن شَىْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } وقوله تعالى { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَىْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى } . .
وقد قدمنا الآيات الموضحة لهذا ، والجواب عما يرد عليها من الإشكال ، في سورة بني إسرائيل في الكلام على قوله تعالى : { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً } وذكرنا وجه الجمع بين الآيات الواردة في ذلك في سورة النحل في الكلام على قوله تعالى : { وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ } . .
وأما الخامس منها : وهو أنه ليس للإنسان إلا ما سعى ، فقد جاء موضحاً في آيات من كتاب الله ، كقوله تعالى : { إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لاًّنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا } . وقوله : { مَّنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا } وقوله : { وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلاًّنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ } والآيات بمثل هذا كثيرة معلومة . وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة : { وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى } يدل على أن الإنسان لا يستحق أجراً إلا على سعيه بنفسه ، ولم تتعرض هذه الآية لانتفاعه بسعي غيره بنفي ولا إثبات ، لأن قوله : { وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى } قد دلت اللام فيه على أنه لا يستحق ولا يملك شيئاً إلا بسعيه ، ولم تتعرض لنفي الانتفاع بما ليس ملكاً له ولا مستحقاً له . .
وقد جاءت آية من كتاب الله تدل على أن الإنسان قد ينتفع بسعي غيره وهي قوله تعالى : { وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَىْءٍ } . .
وقد أوضحنا وجه الجمع بين قوله تعالى : { وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى } وبين قوله : { وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ } . في كتابنا دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب في سورة النجم ، وقلنا فيه ما نصه : والجواب من ثلاثة أوجه : .
الأول : أن الآية إنما دلت على نفي ملك الإنسان لغير سعيه . ولم تدل على نفي انتفاعه بسعي غيره ، لأنه لم يقل : وأن لن ينتفع الإنسان إلا بما سعى ، وإنما قال وأن