@ 444 @ .
وقد بين هذه الحجة في آخر طه في قوله { وَلَوْ أَنَّآ أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُواْ رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ ءَايَاتِكَ } . .
وأشار لها في القصص في قوله { وَلَوْلا أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُواْ رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتِّبِعَ ءايَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } . .
وقد قدمنا هذه الحكم في سورة المائدة في الكلام على قوله تعالى { عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ } . قوله تعالى : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } . اختلف العلماء في معنى قوله { لِيَعْبُدُونِ } ، فقال بعضهم المعنى ما خلقتهم إلا ليعبدني السعداء منهم ويعصيني الأشقياء ، فالحكمة المقصودة من إيجاد الخلق التي هي عبادة الله حاصلة بفعل السعداء منهم كما يدل عليه قوله تعالى : { فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَاؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ } ، وهذا القول نقله ابن جرير عن زيد بن أسلم وسفيان . .
وغاية ما يلزم على هذا القول أنه أطلق فيها المجموع وأراد بعضهم . .
وأمثال ذلك كثيرة في القرآن ، ومن أوضحها قراءة حمزة والكسائي : فإن قتلوكم فاقتلوهم ، من القتل لا من القتال ، وقد بينا هذا في مواضع متعددة ، وذكرنا أن من شواهده العربية قول الشاعر : وأمثال ذلك كثيرة في القرآن ، ومن أوضحها قراءة حمزة والكسائي : فإن قتلوكم فاقتلوهم ، من القتل لا من القتال ، وقد بينا هذا في مواضع متعددة ، وذكرنا أن من شواهده العربية قول الشاعر : % ( فسيف بني عبس وقد ضربوا به % نبا من يَدَيْ ورقاء عن رأس خالد ) % .
فتراه نسب الضرب لبني عبس مع تصريحه أن الضارب الذي نبا بيده السيف عن رأس خالد يعني ابن جعفر الكلابي ، هو ورقاء يعني ابن زهير العبسي . .
وقد قدمنا في الحجرات أن من ذلك قوله تعالى { قَالَتِ الاٌّ عْرَابُ ءَامَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ } بدليل قوله : { وَمِنَ الاٌّ عْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الاٌّ خِرِ } إلى قوله { سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِى رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } . .
وقال بعض العلماء : معنى قوله : { إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } : أي ( إلا ليقروا لي بالعبودية طوعاً