@ 26 @ .
وبينا هناك وجه الجمع بين قوله تعالى : { وَلاَ يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً } مع قوله { ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } . قوله تعالى : { وَلَاكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِى ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِّنَ الُخَاسِرِينَ فَإِن يَصْبِرُواْ فَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ } . قد قدمنا الكلام عليه في سورة ص في الكلام على قوله تعالى : { ذَالِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنَ النَّارِ } . قوله تعالى : { وَإِن يَسْتَعْتِبُواْ فَمَا هُم مِّنَ الْمُعْتَبِينَ } . قد بينا معناه مع شواهده العربية في سورة النحل في الكلام على قوله تعالى : { ثُمَّ لاَ يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ } . قوله تعالى : { وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَآءَ فَزَيَّنُواْ لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ } . لعلماء التفسير في تفسير قوله : { وَقَيَّضْنَا } عبارات يرجع بعضها ، في المعنى إلى بعض . .
كقول بعضهم : { وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَآءَ } أي جئناهم بهم : وأتحناهم لهم . .
وكقوله بعضهم : { وَقَيَّضْنَا } أي هيأنا . .
وقول بعضهم : { وَقَيَّضْنَا } أي سلطنا . .
وقول بعضهم : أي بعثنا ووكلنا . .
وقول بعضهم : { وَقَيَّضْنَا } أي سببنا . .
وقول بعضهم : قدرنا ونحو ذلك من العبارات ، فإن جميع تلك العبارات راجع إلى شيء واحد ، وهو أن الله تبارك وتعالى هيأ للكافرين قرناء من الشياطين يضلونهم عن الهدى ويزينون لهم الكفر والمعاصي وقدرهم عليهم . .
والقرناء : جمع قرين وهم قرناؤهم من الشياطين على التحقيق . .
وقوله { فَزَيَّنُواْ لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } أي من أمر الدنيا حتى آثروه على الآخرة :