@ 25 @ وقوله تعالى : { فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّى وَعَدُوٌّ لَّهُ } وقوله تعالى : { ذَلِكَ جَزَآءُ أَعْدَآءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الخُلْدِ } . إلى غير ذلك من الآيات . .
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة { فَهُمْ يُوزَعُونَ } أي يرد أولهم إلى آخرهم ، ويلحق آخرهم بأولهم ، حتى يجتمعوا جميعاً ، ثم يدفعون في النار ، وهو من قول العرب : وزعت الجيش ، إذا حبست أوله على آخره حتى يجتمع . .
وأصل الوزع الكف ، تقول العرب وزعه ، يزعه وزعاً ، فهو وازع له ، إذا كفه عن الأمر ، ومنه قول نابغة ذبيان : وأصل الوزع الكف ، تقول العرب وزعه ، يزعه وزعاً ، فهو وازع له ، إذا كفه عن الأمر ، ومنه قول نابغة ذبيان : % ( على حين عاتبت المشيب على الصبا % فقلت ألماً أصح والشيب وازع ) % .
وقول الآخر : وقول الآخر : % ( ولن يزع النفس اللجوج عن الهوى % من الناس إلا وافر العقل كامله ) % .
وبما ذكرنا تعلم أن أصل معنى يوزعون . أي يكف أولهم عن التقدم وآخرهم عن التأخر حتى يجتمعوا جميعاً . .
وذلك يدل على أنهم يساقون سوقاً عنيفاً ، يجمع به أولهم مع آخرهم . .
وقد بين تعالى أنهم يساقون إلى النار في حال كونهم عطاشاً في قوله تعالى : { وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْداً } ، ولعل الوزع المذكور في الآية يكون في الزمرة الواحدة من زمر أهل النار ، لأنهم يساقون إلى النار زمراً زمراً كما قدمنا الآيات الموضحة له في سورة الزمر في الكلام على قوله تعالى : { وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً } . قوله تعالى : { حَتَّى إِذَا مَا جَآءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } . قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة يس في الكلام على قوله تعالى : { الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَآ أَيْدِيهِمْ } ، وفي سورة النساء في الكلام على قوله تعالى : { وَلاَ يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً } .