@ 379 @ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ } إلى غير ذلك من الآيات . .
وقد دلت آية المؤمن هذه ، وما في معناها من الآيات ، على أن غير أولي الألباب المتذكرين المذكورين آنفاً ، لا يتذكر ولا يتعظ بالآيات ، بل يعرض عنها أشد الإعراض . .
وقد جاء هذا المعنى موضحاً ، في آيات كثيرة من كتاب الله ، كقوله تعالى : { وَكَأَيِّن مِّن ءَايَةٍ فِى السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ } . وقوله تعالى : { وَإِن يَرَوْاْ ءَايَةً يُعْرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ } وقوله { وَإِذَا رَأَوْاْ ءَايَةً يَسْتَسْخِرُونَ } . وقوله تعالى : { قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِى السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ وَمَا تُغْنِى الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ } وقوله { وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ ءَايَةٍ مِّنْ ءَايَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ } في الأنعام ويس إلى غير ذلك من الآيات . قوله تعالى : { فَادْعُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } . قد قدمنا الكلام على نحوه من الآيات في أول سورة الزمر ، في الكلام على قوله { فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينِ أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ } . قوله تعالى : { يُلْقِى الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلاَقِ يَوْمَ هُم بَارِزُونَ } . قد قدمنا إيضاحه بالآيات القرآنية ، في أول سورة النحل ، في الكلام على قوله تعالى { يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَاهَ إِلاَ أَنَاْ فَاتَّقُونِ } . وقوله تعالى في آية المؤمن هذه { يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لاَ يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَىْءٌ } جاء مثله في آيات كثيرة ، كقوله في بروزهم ذلك اليوم { يَوْمَ تُبَدَّلُ الاٌّ رْضُ غَيْرَ الاٌّ رْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } وقوله تعالى { وَبَرَزُواْ لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا } . .
وكقوله في كونهم لا يخفى على الله منهم شيء ذلك اليوم { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ } . وقوله تعالى : { إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ } . وقوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ شَىْءٌ فِي الاٌّ رْضِ وَلاَ فِى السَّمَآءِ } والآيات بمثل ذلك كثيرة ، وقد بيناها في أول سورة هود في الكلام على قوله تعالى { أَلا إِنَّهُمْ