@ 270 @ العلمية ، وعليه ف { شُرَكَاء } مفعول ثالث ل { أَرُونِىَ } ، قال القرطبي : يكون { أَرُونِىَ } هنا من رؤية القلب ، فيكون : { شُرَكَاء } مفعولاً ثالثًا ، أي : عرّفوني الأصنام والأوثان التي جعلتموها شركاء للَّه عزّ وجلَّ ، وهل شاركت في خلق شىء ، فبيّنوا ما هو وإلا فلم تعبدونها ، اه محل الغرض منه . واختار هذا أبو حيّان في ( البحر المحيط ) . وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة : { كَلاَّ } ردع لهم ، وزجر عن إلحاق الشركاء به . وقوله : { بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحْكِيمُ } ، أي : المتّصف بذلك هو المستحق للعبادة ، وقد قدّمنا معنى { العَزِيزُ الحَكِيمُ } بشواهده مرارًا . { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَآفَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً } . قد قدّمنا الآيات الموضحة له في سورة ( الأعراف ) ، في الكلام على قوله تعالى : { قُلْ ياأَيُّهَا النَّاسُ إِنّى رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا } ، وفي غير ذلك من المواضع . وقوله تعالى : { إِلاَّ كَافَّةً لّلنَّاسِ } ، استشهد به بعض علماء العربية على جواز تقدم الحال على صاحبها المجرور بالحرف ؛ كما أشار له ابن مالك في ( الخلاصة ) ، بقوله : بقوله : % ( وسبق حال ما بحرف جر قد % أبوا ولا أمنعه فقد ورد ) % .
قالوا : لأن المعنى : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ لِلنَّاسِ كَافَّةً } ، أي : جميعًا ، أي : أرسلناك للناس في حال كونهم مجتمعين في رسالتك ، وممّن أجاز ذلك أبو علي الفارسي ، وابن كيسان ، وابن برهان ، ولذلك شواهد في شعر العرب ؛ كقول طليحة بن خويلد الأسدي : قالوا : لأن المعنى : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ لِلنَّاسِ كَافَّةً } ، أي : جميعًا ، أي : أرسلناك للناس في حال كونهم مجتمعين في رسالتك ، وممّن أجاز ذلك أبو علي الفارسي ، وابن كيسان ، وابن برهان ، ولذلك شواهد في شعر العرب ؛ كقول طليحة بن خويلد الأسدي : % ( فإن تك أذواد أصبن ونسوة % فلن يذهبوا فرغًا بقتل حبال ) % .
وكقول كثير : وكقول كثير : % ( لئن كان برد الماء هيمان صاديًا % إلى حبيبًا إنها لحبيب ) % .
وقول الآخر : وقول الآخر : % ( تسليت طرًّا عنكم بعد بينكم % بذكركم حتى كأنكم عندي ) % .
وقول الآخر : وقول الآخر : % ( غافلاً تعرض المنية للمر % ء فيدّعي ولات حين إباء ) %