@ 271 @ .
وقوله : وقوله : % ( مشغوفة بك قد شغفت وإنما % حم الفراق فما إليك سبيل ) % .
وقوله : وقوله : % ( إذا المرء أعيته المروءة ناشئًا % فمطلبها كهلاً عليه شديد ) % .
فقوله في البيت الأول : فرغًا ، أي : هدرًا ، حال وصاحبه المجرور بالباء الذي هو بقتل ، وحبال اسم رجل . وقوله في البيت الثاني : هيمان صاديًا ، حالان من ياء المتكلم المجرورة بإلى في قوله : إليَّ حبيبًا . وقوله في البيت الثالث : طرًّا حال من الضمير المجرور بعن ، في قوله : عنكم ، وهكذا وتقدم الحال على صاحبها المجرور بالحرف منعه أغلب النحويّين . .
وقال الزمخشري في ( الكشاف ) ، في تفسير قوله تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لّلنَّاسِ } ، إلا رسالة عامّة لهم محيطة بهم ؛ لأنهم إذا شملتهم ، فإنها قد كفتهم أن يخرج منها أحد منهم . .
وقال الزجاج : المعنى : أرسلناك جامعًا للناس في الإنذار والإبلاغ فجعله حالاً من الكاف ، وحق التاء على هذا أن تكون للمبالغة كتاء الراوية والعلامة ، ومن جعله حالاً من المجرور متقدّمًا عليه فقد أخطأ ؛ لأن تقدم حال المجرور عليه في الإحالة بمنزلة تقدم المجرور على الجار ، وكم ترى ممن يرتكب هذا الخطأ ثم لا يقنع به حتى يضم إليه أن يجعل اللام بمعنى إلى ؛ لأنه لا يستوي له الخطأ الأول إلا بالخطأ الثاني ، فلا بدّ له من ارتكاب الخطأين ، اه منه . .
وقال الشيخ الصبان في حاشيته على الأشموني : جعل الزمخشري { كَافَّةً } صفة لمصدر محذوف ، أي : رسالة كافة للناس ، ولكن اعترض بأن { كَافَّةً } مختصّة بمن يعقل وبالنصب على الحال كطرًّا ، وقاطبة ، انتهى محل الغرض منه . وما ذكره الصبان في { كَافَّةً } هو المشهور المتداول في كلام العرب ، وأوضح ذلك أبو حيان في ( البحر ) ، والعلم عند اللَّه تعالى . { وَلَاكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } .