@ 137 @ رجل يمرّ بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه فيسلم عليه ، إلاّ عرفه وردّ عليه السّلام ) . .
ويروى من حديث أبي هريرة مرفوعًا ، قال : ( فإن لم يعرفه وسلّم عليه ردّ عليه السلام ) ، قال : ويروى من حديث عائشة رضي اللَّه عنها ، أنّها قالت : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : ( ما من رجل يزور قبر أخيه فيجلس عنده ، إلاّ استأنس به حتى يقوم ) ، واحتجّ الحافظ أبو محمد في هذا الباب بما رواه أبو داود في سننه ، من حديث أبي هريرة ، قال : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : ( ما من أحد يسلّم عليّ إلاّ ردّ اللَّه عليّ روحي حتى أردّ عليه السّلام ) . ثم ذكر ابن القيّم عن عبد الحق وغيره مرائي وآثارًا في الموضوع ، ثم قال في كلامه الطويل : ويدلّ على هذا أيضًا ما جرى عليه عمل الناس قديمًا وإلى الآن ، من تلقين الميت في قبره ولولا أنه يسمع ذلك وينتفع به لم يكن فيه فائدة ، وكان عبثًا . وقد سئل عنه الإمام أحمد رحمه اللَّه ، فاستحسنه واحتجّ عليه بالعمل . .
ويروى فيه حديث ضعيف : ذكر الطبراني في معجمه من حديث أبي أُمامة ، قال : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : ( إذا مات أحدكم فسوّيتم عليه التراب ، فليقم أحدكم على رأس قبره ، فيقول : يا فلان ابن فلانة ) ، الحديث . وفيه : ( اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة ألا إلاه إلا اللَّه ، وأن محمّدًا رسول اللَّه ، وأنك رضيت باللَّه ربًّا ، وبالإسلام دينًا ، وبمحمّد نبيًّا ، وبالقرءان إمامًا ) ، الحديث . ثم قال ابن القيّم : فهذا الحديث وإن لم يثبت ، فاتّصال العمل به في سائر الأمصار والأعصار من غير إنكار كاف في العمل به ، وما أجرى اللَّه سبحانه العادة قطّ ، بأن أُمة طبقت مشارق الأرض ومغاربها ، وهي أكمل الأُمم عقولاً ، وأوفرها معارف تطبق على مخاطبة من لا يسمع ، وتستحسن ذلك لا ينكره منها منكر بل سنه الأول للآخر ، ويقتدي فيه الآخر بالأوّل ، فلولا أن الخطاب يسمع لكان ذلك بمنزلة الخطاب للتراب ، والخشب والحجر والمعدوم ، وهذا وإن استحسنه واحد فالعلماء قاطبة على استقباحه واستهجانه . .
وقد روى أبو داود في سننه بإسناد لا بأس به : أن النبيّ صلى الله عليه وسلم حضر جنازة رجل ، فلمّا دفن قال : ( سلوا لأخيكم التثبيت ، فإنه الآن يسأل ) ، فأخبر أنه يسأل حينئذ ، وإذا كان يسأل فإنه يسمع التلقين ، وقد صحّ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أن الميّت يسمع قرع نعالهم إذا ولّوا مدبرين . ثم ذكر ابن القيّم قصة الصعب بن جثامة ، وعوف بن مالك ، وتنفيذ عوف لوصية الصعب له في المنام بعد موته ، وأثنى على عوف بن مالك بالفقه في تنفيذه وصية الصعب بعد موته ، لما