@ 135 @ أقول منهم ) ، وأخرجه أحمد بإسناد حسن ، فإن كان محفوظًا فكأنها رجعت عن الإنكار لما ثبت عندها من رواية هؤلاء الصحابة ؛ لكونها لم تشهد القصّة ، انتهى منه . واحتمال رجوعها لما ذكر قوي ، لأن ما يقتضي رجوعها ثبت بإسنادين . .
قال ابن حجر : إن أحدهما جيّد ، والآخر حسن . ثم قال ابن حجر : قال الإسماعيلي : كان عند عائشة من الفهم والذكاء وكثرة الرواية والغوص على غوامض العلم ، ما لا مزيد عليه ، لكن لا سبيل إلى ردّ رواية الثقة إلا بنصّ مثله يدلّ على نسخه أو تخصيصه ، أو استحالته ، انتهى محل الغرض من كلام ابن حجر . .
وقال ابن القيّم في أوّل ( كتاب الروح ) : المسألة الأولى : وهي هل تعرف الأموات زيارة الأحياء وسلامهم أم لا ؟ قال ابن عبد البرّ : ثبت عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، أنّه قال : ( ما من مسلم يمرّ على قبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلّم عليه ، إلاّ ردّ اللَّه عليه روحه حتى يردّ عليه السّلام ) ، فهذا نصّ في أنه يعرفه بعينه ، ويردّ عليه السلام . .
وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم من وجوه متعدّدة : أنه أمر بقتلى بدر فألقوا في قليب ، ثم جاء حتى وقف عليهم وناداهم بأسمائهم : ( يا فلان بن فلان ، ويا فلان بن فلان ، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًّا ، فإني وجدت ما وعدني ربّي حقًّا ) ، فقال له عمر : يا رسول اللَّها ما تخاطب من أقوام قد جيفوا ، فقال : ( والذي بعثني بالحق ، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ، ولكنّهم لا يستطيعون جوابًا ) ، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم : أن الميّت يسمع قرع نعال المشيّعين له إذا انصرفوا عنه ، وقد شرّع النبيّ صلى الله عليه وسلم لأُمّته إذا سلّموا على أهل القبور ، أن يسلّموا عليهم سلام من يخاطبونه ، فيقول : ( السلام عليكم دار قوم مؤمنين ) ، وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل ، ولولا ذلك لكان هذا الخطاب بمنزلة خطاب المعدوم والجماد ، والسلف مجمعون على هذا ، وقد تواترت الآثار عنهم أن الميّت يعرف زيارة الحي له ، ويستبشر له ، قال أبو بكر عبد اللَّه بن محمّد بن عبيد بن أبي الدنيا في ( كتاب القبور ) : .
باب في معرفة الموتى بزيارة الأحياء .
حدّثنا محمّد بن عون ، حدّثنا يحيى بن يمان ، عن عبد اللَّه بن سمعان ، عن زيد بن أسلم ، عن عائشة رضي اللَّه عنها ، قالت : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : ( ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلاّ استأنس به وردّ عليه ، حتى يقوم ) . حدّثنا محمّد بن قدامة الجوهري ، حدّثنا معن بن عيسى القزاز ، أخبرنا هشام بن سعد ، حدّثنا زيد بن أسلم ، عن أبي هريرة