@ 133 @ أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا : ( السّلام عليكم أهل الديار من المؤمنين ، وإنّا إن شاء اللَّه بكم لاحقون ، يرحم اللَّه المستقدمين منّا ومنكم والمستأخرين ، نسأل اللَّه لنا ولكم العافية ، اللَّهمّ لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم ، واغفر لنا ولهم ) . وقد انكشف لكثير من الناس ذلك حتى سمعوا صوت المعذّبين في قبورهم ، ورأوهم بعيونهم يعذّبون في قبورهم في آثار كثيرة معروفة ، ولكن لا يجب أن يكون دائمًا على البدن في كل وقت ، بل يجوز أن يكون في حال . .
وفي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه أن النبيّ صلى الله عليه وسلم ترك قتلى بدر ثلاثًا ثمّ أتاهم فقام عليهم ، فقال : ( يا أبا جهل بن هشام ، يا أُميّة بن خلف ، يا عتبة بن ربيعة ، يا شيبة بن ربيعة ا أليس قد وجدتم ما وعدكم ربّكم حقًّا ؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقًّا ) ، فسمع عمر رضي اللَّه عنه قول النبيّ صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول اللَّها كيف يسمعون وقد جيفوا ؟ فقال : ( والذي نفسي بيده ، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا ) ، ثم أمر بهم فسحبوا فألقوا في قليب بدر ، وقد أخرجاه في الصحيحين عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما ، أن النبيّ صلى الله عليه وسلم وقف على قليب بدر ، فقال : ( هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًّا ) ؟ وقال : ( إنهم ليسمعون الآن ما أقول ) ، فذكر ذلك لعائشة فقالت : وَهِم ابن عمر ، إنما قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : ( إنهم ليعلمون الآن أن الذي قلت لهم هو الحق ) ، ثم قرأت قوله تعالى : { إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى } ، حتى قرأت الآية . .
وأهل العلم بالحديث اتّفقوا على صحة ما رواه أنس وابن عمر ، وإن كانا لم يشهدا بدرًا ، فإن أنسًا روى ذلك عن أبي طلحة ، وأبو طلحة شهد بدرًا كما روى أبو حاتم في صحيحه ، عن أنس ، عن أبي طلحة رضي اللَّه عنه : أن النبيّ صلى الله عليه وسلم أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلاً من صناديد قريش ، فقذفوا في طوى من أطواء بدر ، وكان إذا ظهر على قوم أحبّ أن يقيم في عرصتهم ثلاث ليال ، فلمّا كان اليوم الثالث أمر براحلته فشدّ عليها فحركها ، ثم مشى وتبعه أصحابه ، وقالوا : ما نراه ينطلق إلا لبعض حاجته ، حتى قام على شفاء الركي ، فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم : ( يا فلان بن فلان ، أيسرّكم أنكم أطعتم اللَّه ورسوله ، فإنّا قد وجدنا ما وعدنا ربّنا حقًّا ، فهل وجدتم ما وعدكم ربّكم حقًّا ) ، قال عمر بن الخطاب : يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما تكلم من أجساد ولا أرواح فيها ، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده ، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ) ، قال قتادة : أحياهم اللَّه