@ 131 @ بعضهم على بعض ، فانطلق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إليهم ، فقال : ( يا فلان ابن فلان ، ويا فلان ابن فلان ، هل وجدتم ما وعدكم اللَّه ورسوله حقًّا ؟ فإني قد وجدت ما وعدني اللَّه حقًّا ) ، قال عمر : يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كيف تكلّم أجسادًا لا أرواح فيها ؟ قال : ( ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ، غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا عليّ شيئًا ) . حدّثنا هداب بن خالد ، حدّثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك : أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ترك قلتى بدر ثلاثًا ثم أتاهم ، فقام عليهم فناداهم ، فقال : ( يا أبا جهل بن هشام ، يا أُميّة بن خلف ، يا عتبة بن ربيعة ، يا شيبة بن ربيعة ، أليس قد وجدتم ما وعدكم اللَّه حقًّا ، فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقًّا ) ، فسمع عمر قول النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول اللَّها كيف يسمعوا وأنّى يجيبوا ، وقد جيفوا ؟ قال : ( والذي نفسي بيده ، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ، ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا ) ، ثم أمر بهم فسحبوا ، فألقوا في قليب بدر . ثم ذكر مسلم بعد هذا رواية أنس عن أبي طلحة ، التي ذكرناها عن البخاري ، فترى هذه الأحاديث الثابتة في الصحيح عن عمر وابنه ، وأنس ، وأبي طلحة رضي اللَّه عنهم ، فيها التصريح من النبيّ صلى الله عليه وسلم بأن الأحياء الحاضرين ليسوا بأسمع من أولئك الموتى لما يقوله صلى الله عليه وسلم ، وقد أقسم صلى الله عليه وسلم على ذلك ولم يذكر تخصيصًا ، وقال مسلم رحمه اللَّه في ( صحيحه ) أيضًا : حدّثنا عبد بن حميد ، حدّثنا يونس بن محمد ، حدّثنا شيبان بن عبد الرحمان ، عن قتادة ، حدّثنا أنس بن مالك ، قال : قال نبيّ اللَّه صلى الله عليه وسلم : ( إن العبد إذا وُضع في قبره وتولّى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم ) ، قال : ( يأتيه ملكان فيعقدانه ) الحديث ، وفيه تصريح النبيّ صلى الله عليه وسلم بسماع الميّت في قبره قرع النعال ، وهو نصّ صحيح صريح في سماع الموتى ، وظاهره العموم في كل من دفن وتولّى عنه قومه ، كما ترى . .
ومن الأحاديث الدالَّة على عموم سماع الموتى ، ما رواه مسلم في صحيحه : حدّثنا يحيى بن يحيى التميمي ، ويحيى بن أيوب ، وقتيبة بن سعيد ، قال يحيى بن يحيى : أخبرنا ، وقال الآخران : حدّثنا إسماعيل بن جعفر عن شريك ، وهو ابن أبي نمر ، عن عطاء بن يسار ، عن عائشة رضي اللَّه عنها ، أنّها قالت : كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كلّما كان ليلتها من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع ، فيقول : ( السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وأتاكم ما توعدون غدًا مؤجلون ، وإنا إن شاء اللَّه بكم لاحقون ، اللَّهمّ اغفر لأهل بقيع الفرقد ) ، ولم يقم قتيبة قوله : ( وأتاكم ما توعدون ) ، وفي رواية في صحيح مسلم عنها ، قالت : كيف أقول لهم يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ( قولي : السلام على أهل