@ 130 @ تخصيصًا ، وكلام قتادة الذي ذكره عنه البخاري اجتهاد منه ، فيما يظهر . .
وقال البخاري في ( صحيحه ) أيضًا : حدثني عثمان ، حدّثني عبدة عن هشام عن أبيه ، عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما ، قال : وقف النبيّ صلى الله عليه وسلم على قليب بدر ، فقال : ( هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً ) ؟ ثم قال : ( إنهم الآن يسمعون ما أقول ) ، فذكر لعائشة ، فقالت : إنما قال النبيّ صلى الله عليه وسلم : ( إنهم الآن ليعلمون أن الذي كنت أقول لهم هو الحق ) ، ثم قرأت : { إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى } ، حتى قرأت الآية ، انتهى من صحيح البخاري . وقد رأيته أخرج عن صحابيين جليلين ، هما : ابن عمر ، وأبو طلحة ، تصريح النبيّ صلى الله عليه وسلم بأن أُولئك الموتى يسمعون ما يقول لهم ، وردّ عائشة لرواية ابن عمر بما فهمت من القرءان مردود ، كم سترى إيضاحه إن شاء اللَّه تعالى . .
وقد أوضحنا في سورة ( بني إسرائيل ) ، في الكلام على قوله تعالى : { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } ، أن ردّها على ابن عمر أيضًا روايته عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، أن الميّت يعذّب ببكاء أهله بما فهمت من الآية مردود أيضًا ، وأوضحنا أن الحقّ مع ابن عمر في روايته لا معها ، فيما فهمت من القرءان . وقال البخاري في ( صحيحه ) أيضًا : حدّثنا عياش ، حدثنا عبد الأعلى ، حدثنا سعيد ، قال : وقال لي خليفة : حدثنا ابن زريع ، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، عن أنس رضي اللَّه عنه ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : ( إن العبد إذ وضع في قبره وتولّى عنه أصحابه ، وإنه ليسمع قرع نعالهم ، أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان : ما كنت تقول في هذا الرجل محمّد صلى الله عليه وسلم ؟ فيقول : أشهد أنه عبد اللَّه ورسوله ، فيقال : أنظر إلى مقعدك من النار أبدلك اللَّه به مقعدًا في الجنّة ) الحديث ، وقد رأيت في هذا الحديث الصحيح تصريح النبيّ صلى الله عليه وسلم بأن الميّت في قبره ، يسمع قرع نعال من دفنوه إذا رجعوا ، وهو نص صحيح صريح في سماع الموتى ، ولم يذكر صلى الله عليه وسلم فيه تخصيصًا . .
وقال مسلم بن الحجاج رحمه اللَّه في ( صحيحه ) : حدّثني إسحاق بن عمر بن سليط الهذلي ، حدّثنا سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، قال : قال أنس : كنت مع عمر ( ح ) ، وحدثنا شيبان بن فروخ ، واللفظ له : حدّثنا سليمان بن المغيرة بن ثابت ، عن أنس بن مالك ، قال : كنّا مع عمر بين مكّة والمدينة فتراءينا الهلال ، الحديث . وفيه : فقال : إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس ، يقول : ( هذا مصرع فلان غدًا إن شاء اللَّه ) ، قال : فقال عمر : فوالذي بعثه بالحقّ ما أخطأوا الحدود التي حدّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، فجعلوا في بئر