@ 31 @ .
قال أبو حيان في البحر المحيط في قوله تعالى : { أَذالِكَ خَيْرٌ } ، وخير هنا ليست تدل على الأفضلية ، بل هي على ما جرت به عادة العرب في بيان فضل الشيء ، وخصوصيته بالفضل دون مقابله كقوله : قال أبو حيان في البحر المحيط في قوله تعالى : { أَذالِكَ خَيْرٌ } ، وخير هنا ليست تدل على الأفضلية ، بل هي على ما جرت به عادة العرب في بيان فضل الشيء ، وخصوصيته بالفضل دون مقابله كقوله : % ( فشركما لخيركما الفداء < / 50 > وكقول العرب : الشقاء أحب إليك أم السعادة ، وكقوله : { السّجْنُ أَحَبُّ إِلَىَّ مِمَّا يَدْعُونَنِى إِلَيْهِ } وهذا الاستفهام على سبيل التوقيف والتوبيخ . ا ه . الغرض من كلام أبي حيان . % وعلى كل حال فعذاب النار شر محض لا يخالطه خير البتة كما لا يخفى ، والوجهان المذكوران في الجواب متقاربان . وقوله تعالى في هذه الآية : { أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِى وَعِدَ الْمُتَّقُونَ } العائد محذوف : أي وعدها المتقون ، والآية تدل على أن الوعد الصادق بالجنة ، يحصل بسبب التقوى . وقد قدمنا الآيات الدالة على ذلك بإيضاح في سورة النحل في الكلام على قوله تعالى : { كَذَلِكَ يَجْزِى اللَّهُ الْمُتَّقِينَ } وقوله تعالى : { لَّهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءونَ } العائد أيضاً محذوف كالذي قبله : أي ما يشاءونه ، وحذف العائد المنصوب بالفعل أو الوصف كثير ، كما قال في الخلاصة : % ( والحذف عندهم كثير منجلى % في عائد متصل إن انتصب ) % % ( بفعل أو وصف % كمن نرجو يهب ) % .
وهذه الآية الكريمة ، تدل على أن أهل الجنة يجدون كل ما يشاءونه من أنواع النعيم . .
وقد قدمنا الآيات الدالة على ذلك في سورة النحل في الكلام على قوله تعالى : { جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الانْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءونَ } والآيات المذكورة تدل على أن حصول كل ما يشاءه الإنسان لا يكون إلا في الجنة ، وقوله : { كَانَتْ لَهُمْ جَزَاء وَمَصِيراً } المصير مكان الصيرورة ، وقد مدح الله جزاءهم ومحله كقوله تعالى : { نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً } لأن حسن المكان وجودته من أنواع النعيم .