@ 30 @ كقوله تعالى في سورة الصافات { إِنَّ هَاذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * لِمِثْلِ هَاذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ * أَذالِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ * إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لّلظَّالِمِينَ * إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِى أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ * رُءوسُ الشَّياطِينِ فَإِنَّهُمْ لاَكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ } إلى قوله : { يُهْرَعُونَ } وكقوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِىءايَاتِنَا لاَ يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِى } الآية . .
وفي هذه الآيات وأمثالها في القرآن إشكال معروف ، وهو أن يقال : لفظة خير في الآيات المذكورة صيغة تفضيل كما قال في الكافية : وفي هذه الآيات وأمثالها في القرآن إشكال معروف ، وهو أن يقال : لفظة خير في الآيات المذكورة صيغة تفضيل كما قال في الكافية : % ( وغالباً أغناهم خير وشر % عن قولهم أخير منه وأشر ) % .
كما قدمناه موضحاً في صورة النحل ، في الكلام على قوله تعالى : { لّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِى هاذِهِ الْدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الاْخِرَةِ خَيْرٌ } . .
والمعروف في علم العربية أن صيغة التفضيل تقتضي المشاركة بين المفضل والمفضل عليه فيما فيه التفضيل ، إلا أن المفضل أكثر فيه وأفضل من المفضل عليه ، ومعلوم أن المفضل عليه في الآيات المذكورة الذي هو عذاب النار لا خير فيه البتة ، وإذن فصيغة التفضيل فيها إشكال . .
والجواب عن هذا الإشكال من وجهين : .
الأول : أن صيغة التفضيل قد تطلق في القرآن ، وفي اللغة مراداً بها مطلق الاتصاف ، لا تفضيل شيء على شيء . وقدمناه مراراً وأكثرنا من شواهده العربية في سورة النور وغيرها . .
الثاني : أن من أساليب اللغة العربية أنهم إذا أرادوا تخصيص شيء بالفضيلة ، دون غيره جاءوا بصيغة التفضيل ، يريدون بها خصوص ذلك الشيء بالفضل ، كقول حسان بن ثابت رضي الله عنه : الثاني : أن من أساليب اللغة العربية أنهم إذا أرادوا تخصيص شيء بالفضيلة ، دون غيره جاءوا بصيغة التفضيل ، يريدون بها خصوص ذلك الشيء بالفضل ، كقول حسان بن ثابت رضي الله عنه : % ( أتهجوه ولست له بكفء % فشرّ كما لخيركما الفداء ) % .
وكقول العرب : الشقاء أحب إليك ، أم السعادة ؟ وقوله تعالى : { قَالَ رَبّ السّجْنُ أَحَبُّ إِلَىَّ } الآية .