@ 21 @ كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ } الآية ، وقال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَاءتْهُمْ كُلُّ ءايَةٍ } الآية . إلى غير ذلك من الآيات كما تقدم . .
وقال الزمخشري في تفسير آية الفرقان هذه : يأكل الطعام كما نأكل ، ويتردد في الأسواق كما نتردد . يعنون أنه كان يجب أن يكون ملكاً مستغنياً عن الأكل والتعيش ، ثم نزلوا عن اقتراحهم أن يكون ملكاً إلى اقتراح أن يكون إنساناً معه ملك ، حتى يتساعدا في الإنذار والتخويف ، ثم نزلوا أيضاً فقالوا إن لم يكن مرفوداً بذلك ، فليكن مرفوداً بكنز يلقى إليه من السماء ، يستظهر به ، ولا يحتاج إلى تحصيل المعاض ، ثم نزلوا فاقتنعوا بأن يكون له بستان يأكل منه ، ويرتزق كالدهاقين أو يأكلون هم من ذلك البستان ، فينتفعون به في دنياهم ، ومعاشهم . انتهى منه ، وكل تلك الاقتراحات لشدة تعنتهم ، وعنادهم . وقرأ هذا الحرف عامة السبعة غير حمزة والكسائي بأكل منها بالمثناة التحتية ، وقرأ حمزة والكسائي : جنة نأكل منها بالنون ، وهذه القراءة هي مراد الزمخشري بقوله : أو يأكلون هم من ذلك البستان . قوله تعالى : { وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً * انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الاْمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً } . ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أن الظالمين وهم الكفار قالوا للذين اتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم : { إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا } يعنون : أنه أثر فيه السحر فاختلط عقله فالتبس عليه أمره ، وقال مجاهد : مسحوراً : أي مخدوعاً كقوله : فأنى تسحرون : أي من أين تخدعون ، وقال بعضهم : مسحوراً : أي له سحر أي رئة فهو لا يستغني عن الطعام والشراب ، فهو بشر مثلكم ، وليس بملك ، وقد قدمنا كلام أهل العلم في قوله : مسحوراً بشواهده العربية في سورة طه في الكلام على قوله تعالى : { وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى } ولما ذكر الله هذا الذي قاله الكفار في نبيه صلى الله عليه وسلم ، من الإفك والبهتان خاطب نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله : { انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الاْمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً } ، وما قاله الكفار في هذه الآية أعني قولهم : { إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا } وما قاله الكفار في هذه الآية أعني قوله : { انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الاْمْثَالَ } . جاء كله مصرحاً به في سورة بني إسرائيل في قوله تعالى : { نَّحْنُ