@ 536 @ من أمثال من قبلنا فهي ما يبين بعض ما دل عليه قوله : { وَمَثَلاً مّنَ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُمْ } . .
والآيات التي دلت على قذف عائشة وبراءتها بينت المثل الذي أنزل إلينا وكونه من نوع أمثال من قبلنا واضح ، لأن كلام من عائشة ، ومريم ، ويوسف رمى بما لا يليق ، وكل منهم برأه الله ، وقصة كل منهم عجيبة ، ولذا أطلق عليها اسم المثل في قوله : { وَمَثَلاً مّنَ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُمْ } . وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة { وَمَوْعِظَةً لّلْمُتَّقِينَ } . .
قال الزمخشري : وموعظة ما وعظ به في الآيات والمثل من نحو قوله تعالى { وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِى دِينِ اللَّهِ } لولا إذ سمعتموه ، ولولا إذ سمعتموه . يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً . ا ه كلام الزمخشري . والظاهر أن وجه خصوص الموعظة بالمتقين دون غيرهم أنهم هم المنتفعون بها . .
ونظيره في القرآن قوله تعالى : { إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ } وقوله تعالى : { إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا } فخص الأنذار بمن ذكر في الآيات ، لأنهم هم المنتفعون به مع أنه صلى الله عليه وسلم في الحقيقة منذر لجميع الناس كما قال تعالى : { تَبَارَكَ الَّذِى نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً } ونظيره أيضاً قوله تعالى : { فَذَكّرْ بِالْقُرْءانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ } ونحوها من الآيات . وقوله في هذه الآية الكريمة : { وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ ءايَاتٍ مُّبَيّنَاتٍ } قرأه نافع ، وابن كثير ، وأبو عرو ، وشعبة بن عاصم : مبينات بفتح الياء المثناة التحتية المشددة بصيغة اسم المفعول ، وقرأه ابن عامر ، وحمزة ، والكسائي ، وحفص عن عاصم : مبينات بكسر الياء المشددة بصيغة اسم الفاعل : فعلى قراءة من قرأ بفتح الياء فلا إشكال في الآية ، لأن الله بينها ، وأوضحها ، وعلى قراءة من قرأ مبينات بكسر الياء بصيغة اسم الفاعل ، ففي معنى الآية وجهان معروفاً . .
أحدهما : أن قوله : مبينات اسم فاعل بين المتعدية وعليه فالمفعول محذوف أي مبينات الأحكام والحدود . .
والثاني : أن قوله : مبينات وصف من بين اللازمة ، وهو صفة مشبهة ، وعليه