@ 260 @ .
وقال البخاري أيضاً في صحيحه في كتاب : بدء الخلق في أحاديث الأنبياء في باب قول الله تعالى : { وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِى الْقَرْنَيْنِ } إلى قوله : { سَبَباً } حدثنا إسحاق بن نصر ، حدثنا أبو أسامة ، عن الأعمش ، حدثنا أبو صالح ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يقول الله تعالى : يا آدم ، فيقول : لبيك ، وسعديك ، والخير في يديك ، فيقول : أخرج بعث النار ، قال : وما بعث النار ؟ قال : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين ، فعنده يشيب الصغير ، وتضع كل ذات حمل حملها ، وترى الناس سكارى ، وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ) إلى آخر الحديث نحو ما تقدم . .
وقال مسلم بن الحجاج رحمه الله في صحيحه : في آخر كتاب الإيمان بكسر الهمزة في باب : بيان كون هذه الأمة : نصف أهل الجنة : حدثنا عثمان بن أبي شيبة العبسي ، حدثنا جرير عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يقول الله عز وجل : يا آدم ، فيقول : لبيك ، وسعديك ، والخير في يديك ، قال : يقول : أخرج بعث النار ، قال : وما بعث النار ؟ قال : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين ، قال : فذلك حين يشيب الصغير ، وتضع كل ذات حمل حملها ، وترى الناس سكارى ، وما هم بسكارى ، ولكن عذاب الله شديد ) إلى آخر الحديث نحو ما تقدم . .
فحديث أبي سعيد هذا الذي اتفق عليه الشيخان كما رأيت ، فيه التصريح من النَّبي صلى الله عليه وسلم بأن الوقت الذي تضع فيه كل ذات حمل حملها ، وترى الناس سكارى ، وما هم بسكارى ، بعد القيام من القبور كما ترى ، وذلك نص صحيح صريح في محل النزاع . .
فإن قيل : هذا النص فيه إشكال ، لأنه بعد القيام من القبور لا تحمل الإناث ، حتى تضع حملها من الفزع ، ولا ترضع ، حتى تذهل عما أرضعت . .
فالجواب عن ذلك من وجهين : .
الأول : هو ما ذكره بعض أهل العلم ، من أن من ماتت حاملاً تبعث حاملاً ، فتضع حملها من شدة الهول والفزع ، ومن ماتت مرضعة بعثت كذلك ، ولكن هذا يحتاج إلى دليل . .
الوجه الثاني : أن ذلك كناية عن شدة الهول كقوله تعالى { يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً } ومثل ذلك من أساليب اللغة العربية المعروفة .