@ 259 @ أن هذا القول هو الصواب كما لا يخفى . .
قال البخاري رحمه الله في صحيحه في التفسير في باب قوله { وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى } حدثنا عمر بن حفص ، حدثنا أبي ، حدثنا الأعمش ، حدثنا أبو صالح ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال النَّبي صلى الله عليه وسلم ( يقول الله عز وجل يوم القيامة : يا آدمُ ، فيقول : لبيك ربَّنا وسعديك ، فَيُنادى بصوت : إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثاً إلى النار ، قال : يا رب ، وما بعث النار ؟ قال : من كل ألف أراه ، قال تسعمائه وتسعة وتسعين ، فحينئذ تضع الحامل حملها ، ويشيب الوليد ، وترى الناس سكارى ، وما هم بسكارى ، ولكن عذاب الله شديد . فشق ذلك على الناس ، حتى تغيرت وجوههم ، فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم : من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعين ، ومنكم واحد ، وأنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض ، أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود ، وإني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة ، فكبرنا ثم قال : ثلث أهل الجنة ، فكبرنا ثم قال : شطر أهل الجنة ، فكبرنا ) . .
وقال أبو أسامة ، عن الأعمش { وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى } قال : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين : وقال جرير ، وعيسى بن يونس ، وأبو معاوية { سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى } انتهى من صحيح البخاري . .
وفيه تصريح النَّبي صلى الله عليه وسلم بأن الوقت الذي تضع فيه الحامل حملها ، وترى الناس سكارى ، وما هم بسكارى : هو يوم القيامة لا آخر الدنيا . .
وقال البخاري في صحيحه أيضاً في كتاب : الرقاق في باب : { إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَىْءٌ عَظِيمٌ } : حدثني يوسف بن موسى ، حدثنا جرير عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد قال ( يقول الله يا آدم ، فيقول : لبيك وسعديك والخير في يديك ، قال يقول : أخرج بعث النار قال : وما بعث النار ؟ قال : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين ، فذلك حين يشيب الصغير ، وتضع كل ذات حمل حملها ، وترى الناس سكارى ، وما هم بسكارى . ولكن عذاب الله شديد . فاشتد ذلك عليهم فقالوا : يا رسول الله أينا ذلك الرجل : قال : ( أبشروا ، فإن من يأجوج ومأجوج ألفاً ، ومنكم رجل ، ثم قال : والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة ، فحمدنا الله وكبرنا . ثم قال : والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة ، إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود ، أو كالرقمة في ذراع الحمار ) انتهى منه . ودلالته على المقصود ظاهرة .