@ 354 @ بالليل كسله ونومه ، فكان نهاره هائماً ، وليله نائماً ا ه . محل الغرض من كلام القرطبي . وما تضمنه كلامه من الجزم بأن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله يبغض الحبر السمين ) فيه نظر ، لأنه لم يصح مرفوعاً ، وقد حسنه البيهقي من كلام كعب . وما ذكر من ذم كثرة الأكل والشرب والسمن المكتسب ظاهر وأدلته كثيرة ( وحسب المؤمن لقيمات يقمن صلبه ) . .
! 7 < { إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً * خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً * قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّى لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّى وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً * قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَىَّ أَنَّمَآ إِلَاهُكُمْ إِلَاهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَا } > 7 ! قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً } . ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن الأعمال الصالحة والإيمان سبب في نيل جنات الفردوس . والآيات الموضحة لكون العمل الصالح سبباً في دخول الجنة كثيرة جداً . كقوله تعالى : { وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا } ، وقوله : { أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } أي بسببه ، وقوله تعالى : { وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِى أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } . وقوله تعالى : { إِلاَّ مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَائِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئاً جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِى وَعَدَ الرَّحْمَانُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ } ، إلى غير ذلك من الآيات . .
تنبيه .
فإن قيل هذه ا لآيات فيها الدلالة على أن طاعة الله بالإيمان والعمل الصالح سبب في دخول الجنة . وقوله صلى الله عليه وسلم : ( لن يدخل أحدكم عمله الجنة ) قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ( ولا أنا إلا يتغمدني الله برحمة منه وفضل ) يرد بسببه إشكال على ذلك . .
فالجواب أن العمل لا يكون سبباً لدخول الجنة إلا إذا تقبله الله تعالى وتقبله له فضل منه . فالفعل الذي هو سبب لدخول الجنة هو الذي تقبله الله بفضله ، وغيره من الأعمال لا يكون سبباً لدخول الجنة . والجمع بين الحديث والآيات المذكورة أوجه أخر ، هذا أظهرها عندي . والعلم عند الله تعالى . وقد قدمنا أن ( النزل ) هو ما يهيأ من الإكرام للضيف أو القادم . قوله تعالى : { خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً } . أي خالدين في جنات الفردوس لا يبغون عنها حولاً ، أي تحولاً إلى منزل آخر ، لأنها لا يوجد منزل أحسن منها يرغب في التحول إليه عنها ، بل هم خالدون فيها