@ 10 @ أي خالق النور المانع من رؤيته ، فيكون من صفات الأفعال . .
قال القاضي عياض رحمه الله : هذه الرواية لم تقع إليناا ولا رأيناها في شيء من الأصول اه محل الغرض من كلام النووي . .
قال مقيده عفا الله عنه : التحقيق الذي لا شك فيه هو : أن معنى الحديث هو ما ذكر ، من كونه لا يتمكن أحد من رؤيته لقوة النور الذي هو حجابه . ومن أصرح الأدلة على ذلك أيضاً حديث أبي موسى المتفق عليه ( حِجَابُهُ النُّور أو النار لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ) وهذا هو معنى قوله صلى الله عليه وسلم : ( نورا أني أراه ) ؟ . أي كيف أراه وحجابه نور ، من صفته أنه لو كشفه لأحرق ما انتهى إليه بصره من خلقه . .
وقد قدمنا : أن تحقيق المقام في رؤية الله جل وعلا بالأبصار أنها جائزة عقلاً في الدنيا والآخرة ، بدليل قول موسى { رَبِّ أَرِنِى أَنظُرْ إِلَيْكَ } لأنه لا يجهل المستحيل في حقّه جل وعلا . وأنها جائزة شرعاً وواقعة يوم القيامة ، ممتنعة شرعاً في الدنيا قال : { لَن تَرَانِى وَلَاكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ } إلى قوله { جَعَلَهُ دَكًّا } . .
ومن أصرح الأدلة في ذلك حديث ( إنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا ) في صحيح مسلم وصحيح ابن خزيمة كما تقدم . .
وأما قوله : { ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ } فذلك جبريل على التحقيق ، لا الله جلَّ وعلا . قوله تعالى : { الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ } . أظهر التفسيرات فيه : أن معنى { بَارَكْنَا حَوْلَهُ } أكثرنا حوله الخير والبركة بالأشجار والثمار والأنهار . وقد وردت آيات تدل على هذا . كقوله تعالى : { وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الاٌّ رْضِ الَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ } ، وقوله : { وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِى بِأَمْرِهِ إِلَى الاٌّ رْضِ الَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَىْءٍ عَالِمِينَ } فإن المراد بتلك الأرض : الشام . والمراد بأنه بارك فيها : أنه أكثر فيها البركة والخير بالخصب والأشجار والثمار والمياه . كما عليه جمهور العلماء . .
وقال بعض العلماء : المراد بأنه بارك فيها أنه بعث الأنبياء منها . وقيل غير ذلك . والعلم عند الله تعالى