الأصبهاني بين وفاتيهما مائة وستة وأربعون سنة مع اشتراكهما في الرواية عن أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم لكن ثانيهما بالإجازة المكاتبة حتى كان خاتمة أصحابه على وجه الأرض وكمحمد بن طاهر الحافظ ومحمد بن عبد السلام السفاقسي بين موتيهما مائة وسبع وأربعون سنة ومع اشتراكهما في الرواية عن السلفي الأول بالسماع والثاني بالحضور .
قال الذهبي وهذا شيء لم يتفق لأحد أبدا فيما علمت في السابق واللاحق كذا قال وهو مردود بأبي علي البرداني أحد شيوخ السلفي وأبي القاسم عبد الرحمن بن مكي الطرابلسي سبط السلفي فبين وفاتيهما مائة وخمسون سنة لأن وفاة البرداني على رأس الخمسمائة والآخر سنة خمسين وستمائة مع استراكهما في الرواية عن الحافظ السلفي .
قال شيخنا وهذا أكثر ما حصل الوقوف عليه في أمثله ذلك في المدة بين الوفاتين كذا قال وهو محمود على السماع وإلا فقد تأخر بعد السبط جماعة منهم محمد بن الحسن بن عبد السلام أبو بكر السفاقسي ويعرف بابن المقدسية لكون أمه أخت الحافظ بن المفضل المقدسي مات في سنة أربع وخمسين وهو ممن يروى عن السلفي حضور الحديث المسلسل بالأولية فقط وتأخر بعده قليلا جماعة لهم إجازة من السلفي كابن خطيب القرافة وغيره على أن وفاة الرداني كانت في جمادي كما قاله ابن السمعاني وتبعه ابن الأثير أو شوال كما جزم به الذهبي سنة ثمان وتسعين وأربعمائة وحينئذ فالمدة أزيد مما ذكره شيخنا بنحو سنتين وغالب ما يقع من ذلك أن المسموع منه قد يتأخر زمانا بعد موت أحد الراويين الذي سمع منه عند تقدم حال كون المستمع في ابتداء أمره حتى يسمع منه عند تقدم سنة بعض الأحداث ويعيش بعد السماع منه دهرا طويلا فيحصل من مجموع ذلك نحو هذه المدة .
ثم إنه لأجل اختلاف المدد بين الراويين بالنظر لما لذلك من الأمثلة لم