يحده ابن الصلاح وأتباعه بقدر معين بل قال من اشترك في الرواية عنه راويان متقدم ومتأخر وتباين وقت وفاتيهما تباينا شديدا يحصل بينهما أمد بعيد وإن كان المتأخر منهما غير معدود من معاصري الأول وقد حدده الخطيب فيما نقل عن شيخنا بخمسين أو ثلاثين سنة على اختلاف الناقلين عنه .
قال شيخنا مما هو مؤيد للنقل الأول وكأن أعمار هذه الأمة لما كانت ما بين الستين والسبعين كان الزائد على المقدر هنا يقع بعده الطلب فكأن المتأخر بهذا القدر تأخر بقرن ومن ظريف ما يدخل في هذا النوع ما رويناه عن إبراهيم بن طالب أنه قال سمعت عبد الرحمن بن بشر بن الحكم يقول حملني أبي على عاتقه في مجلس سفيان بن عيينة فقال يا معشر أصحاب الحديث أنا بشر ابن الحكم بن حبيب سمع أبي الحكم من سفيان وقد سمعت أنا منه وحدثت عنه بخراسان وهذا ابني عبد الرحمن قد سمع منه .
ونحوه أن القاضي جلال الدين البلقيني كتب عن شيخنا بعض تصانيفه وقابله معه وتأخر شيخنا حتى أخذ عنه حفيد القاضي وأبوهما بل وولد كل من الحفيدين وكذا اتفق أن أبا العباس الأصم صاحب الربيع سمع منه الحسن بن الحسين بن منصور كتاب الرسالة ثم سمعه منه ابنه أبو الحسن ثم سمعه منه أبو نصر بن أبي الحسن ثم سمعه منه عمر بن أبي نصر ويوصف من يتفق له ذلك بملحق أنباء الأحفاد وبالأجداد وهذا غاية ما يكون .
ويدخل في هذا الباب نوع مستغرب يتعلق بتعدد الإنسان صنف فيه عبد الغني بن سعيد فذكر عمر بن عبد العزيز بن مروان بينه وبين فهر بن مالك ثلاثة عشر أبا وأبو بكر محمد بن الحارث بن أبيض بن أسود بن نافع الفهري بينه وبين فهر ثلاثة عشر أبا ومات عمر سنة إحدى ومائة ومات أبو بكر سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة فبينهما في الوفاة مائتان وسبع وأربعون سنة وعبد