وثلاثون من السنين وقرن وافي أي تام أخر بضم أوله ابن دويد بها عن الزهري فإنه كانت وفاته في سنة نيف وستين ومائتين والزهري مات في سنة أربع وعشرين ومائة ولكن التمثيل بابن دويد غير جيد فقد كان كذابا رمى بالوضع والصواب أن آخر الرواة عن مالك كما قاله المزي أحمد بن إسماعيل السهمي لكن لا تبلغ المدو بينه وبين الزهري ذلك فإن السهمي كانت وفاته في سنة تسع وخمسين ومائتين فيكون بينه وبين الزهري مائة وخمسة وثلاثون سنة والسهمي وإن كان ضعيفا أيضا فإن أبا مصعب شهد له أنه كان يحضر معهم العرض على مالك قال ابن الصلاح ولقد حظي مالك بكثير من هذا النوع .
وكالجعفي بضم الجيم ثم عين مهملة وفاء كما سلف في آداب طالب الحديث وهو محمد بن إسماعيل البخاري وأبي الحسين أحمد أبي نصر أحمد بن عمر النيسابوري الزاهد الخفاف بفتح الخاء المعجمة ثم فاء مشددة نسبة لعمل الخفاف أو بيعها في مجردة طول المدة بين وفاتيهما لا في خصوص المدة قبلها إذ بينهما مائة سنة وثمانية وثلاثون سنة وأزيد لأن وفاة الجعفي كانت في شوال سنة ست وخمسين ومائتين والخفاف في ثاني عشر شهر ربيع الأول سنة خمس وتسعين وثلاثمائة .
وقول المصنف إنها في سنة ثلاث وتسعين غلط مع اشتراكهما في الرواية عن أبي العباس محمد بن إسحاق السراج فإن البخاري روى عنه أشياء في تاريخه وغيره وصح سماع الآخر منه كما هو بخط أبيه أبي نصر حتى صار واحد عصره في علو الإسناد حسبما ذكره الحاكم في تاريخ نيسابور قال وكان مجال الدعوة انتهى .
وقد وقعت لنا جملة من عواليه وكأبي عمر وأحمد بن المبارك المستملى الحافظ المشهور الراوي عن قتيبة وطبقته والحافظ أبي نعيم