ستون سنة وفي الإسلام ستون يدعى مخضرما ولكن لعله أراد ممن ليست له صحبة لأنه ذكر ذلك عند أبي عمرو الشيباني أو أراد أنه يسمى مخضرما لغة لا اصطلاحا ثم إن ظاهره التقيد بهذا السن المخصوص وليس كذلك بل مجرد إدراك الجاهلية ولو كان صغيرا كاف ولكن ما المراد بالجاهلية أهي ما قبل البعثة أم لا .
قال النووي في شرح مسلم عند قول مسلم وهذا أبو عثمان النهدي وأبو رافع الصايغ وهما ممن أدرك الجاهلية أي كانا رجلين قبل البعثة ما نصه والجاهلية ما قبل بعثته A سموا بذلك لكثرة جهالاتهم وقيل إدراك قومه أو غيرهم على الكفر لكن قبل فتح مكة لزوال أمر الجاهلية حين خطب A يوم الفتح وأبطل أمور الجاهلية إلا ما كان من سقاية الحاج وسدانة الكعبة .
قلت وصنيع مسلم وغيره يقتضي ما هو أعم من ذلك لذكره المشار إليهما فيهم وكذا يسر بن عمرو وهو إنما ولد بعد زمن الهجرة وكان له عند موت النبي A دون عشر سنين فإدراك بعض زمن الجاهلية في قومه بل ذكر شيخنا تبعا لغيره في القسم الذي عقده من إصابته لهم كل من له إدارك ما للزمن النبوي وهو ظاهر مع أنه لا يفصح غالبا بالوصف بذلك في الترجمة إلا من أطال إدراكه ومن عداهم يقتصر على قوله له إدراك .
وأما الحاكم فجعل الذين ولدوا في الزمن النبوي ممن لم يسمع منه طبقة بعد المخضرمين وذكر فيهم الصنابحي وعلقمة بن قيس بل وأدرج فيهم من له رؤية وهو صنيع منتقد فمن له رؤية إما أن يذكر في الصحابة أو يكون طبقة أعلى من المخضرمين والمخضرمون باتفاق من أهل العلم بالحديث ليسوا أصحابه بل معدودون في كبار التابعين وقد جعلهم الحاكم طبقة مستقلة من التابعين سواء أعرف أن الواحد منهم كان مسلما في زمن النبي A كالنجاشي أم لا لكن من كان منهم مؤمنا به في زمن الإسراء يأت فيه ما قدمته في تعريف