وثمانين ومائة سنة وبذلك جزم ابن حبان .
وقال فيه غيرهما إنه آخر التابعين موتا حيث ذكره في أتباع التابعين وساق بسنده إليه قال كنت في حجر أبي إذ مر رجل على بغل أو بغلة فقيل هذا عمرو بن حريث صاحب النبي A فقال لم ندخل خلفا في التابعين وإن كانت له رؤية من الصحابة لأنه رأى عمرو بن حريث وهو صبي صغير لم يحفظ عنه شيئا يعني فإن عمرا توفي كما قال البخاري وغيره في سنة خمس وثمانين وأدخلنا الأعمش فيهم مع أنه إنما رآى أيضا فقط لكونه حين رؤيته لأنس وهو بواسط يخطب كان بالغا يعقل بحيث حفظ منه خطبته بل حفظ عنه حين رآه أيضا بمكة وهو يصلي عند المقام أحرفا معدودة حكاها إذ ليس حكم البالغ إذا رآى وحفظ كحكم غير البالغ إذا رآى ولم يحفظ انتهى .
وبه ظهر أن ما نقل عن شيخنا من احتمال أن يكون ابن حبان إنما عد خلفا في أتباع التابعين لما قيل أنه إنما رآى جعفر بن عمرو بن حريث لا عمرا نفسه وأن هذا القول ترجح عنده ليس بجيد .
ثم إن إطلاق اللقاء يشمل أيضا من لم يكن حينئذ مسلما ثم أسلم بعد ذلك وجنح إليه شيخنا فيما نقل عنه ولا ينافيه قول ابن كثير إن في كلام الحاكم ما يقتضي عدم الاكتفاء باللقاء وأنه لا بد من الرواية وإن لم يصحبه إذ الرواية لا يشترط لتحملها الإسلام على أن ما نسبة للحاكم فيه نظر فقد قال الحاكم وطبقه تعد في التابعين ولم يصح سماع أحد منهم من الصحابة يعني اكتفاء فيهم بالرؤية .
ثم إن ظاهر كلام ابن كثير عدم انفراد الحاكم بما فهمه عنه فإنه قال فلم يكتفوا بمجرد رؤية الصحابي كما اكتفوا في إطلاق اسم الصحابي على