معرفة التابعين .
وهو كالذي قبله أصل عظيم في معرفة المرسل والمتصل ولذا قال الحاكم ومهما غفل الإنسان عن هذا العلم لم يفرق بين الصحابة والتابعين ثم لم يفرق بين التابعين وأتباعهم ومن مظانهم المذكورون فيها على التوالي الطبقات لمسلم ولابن سعد والخليفة بن خياط وأبي بكر بن البرقي وأبي الحسن بن سميع بل أفردهم أبو حاتم الرازي وأبو القاسم بن منده بالتأليف وغيرها وكان يمكن حصرهم في عدد تقريبي بالنظر لما في كتب الرجال وإن كان قليل الجدوى .
وفيه مسائل الأولى في تعريفه فالتابع ويقال له التابعي أيضا وكذا التبع ويجمع عليه أيضا كذا على أتباع هو اللاقي لمن قد صحبا النبي A واحد فأكثر سواء كانت الرؤية من الصحابي نفسه حيث كان التابعي أعمى أو بالعكس أو كانا جميعا كذلك يصدق أنهما تلاقيا وسواء كان مميزا أم لا سمع منه أم لا لعد مسلم ثم ابن حبان ثم عبد الغني ابن سعيد فيهم الأعمش مع قول الترمذي إنه لمن يسمع من أحد من الصحابة وعبد الغني جرير بن حازم لكونه رأى أنسا وموسى بن أبي عائشة مع اقتصار البخاري وابن حبان فيه على رؤية عمرو بن حريث ويحيى بن أبي كثير مع قول أبي حاتم إنه لم يدرك أحدا من الصحابة إلا أنسا رآه رؤية .
وهذا مصير منهم إلى الاكتفاء بالرؤية كالصحابي ولذا قال بعضهم رؤية الصالحين بلا شك لها أثر عظيم فكيف برؤية سيد الصالحين فإذا رآه مسلم لحظة دل ذلك على الاستقامة لأنه بإسلامه متهيء للقبول فإذا قابل ذلك النور العظيم أشرق عليه تظهر أثره في قلبه وعلى جسده ولكن قيده ابن حبان بكونه حين رؤيته إياه في سن من يحفظ عنه كما صرح بذلك في ترجمة خلف ابن خليفة الذي قال البخاري فيه يقال إنه مات في سنة إحدى