من رآه عليه السلام لشرف رؤيته وعظمها وهذا محتمل لاشتراطه مع الرؤية كونه في سن من يحفظ كما لابن حبان أو الرواية صريحا وعلى كل حال فهو قول آخر وكذا للخطيب أيضا التابعي حده أن يصحبا الصحابي ولكن الأول أصح وعليه كما قال المصنف عمل الأكثرين وقال شيخنا إنه المختار وقال النووي إنه الأظهر وسبقه لترجيحه ابن الصلاح فقال والاكتفاء في هذا بمجرد اللقاء والرؤية أقرب منه في الصحابي نظر إلى مطلق اللفظ فيهما أي في الصحابي والتابعي وإذا اكتفى به في الصحابي فهذا أولى وفيه نظر فاللغة والاصطلاح في الصحابي كما تقدم متفقان وكأنه نظر إلى أنه لا يطلق عرفا على الرؤية المجردة بخلافة في التابعي فالعرف واللغة فيه متقاربان .
هذا مع أن الخطيب عد منصور بن المعتمر في التابعين مع كونه لم يسمع من أحد من الصحابة وقول الخطيب له من الصحابة ابن أبي أوفى يريد في الرواية لا في السماع والصحبة واحتمال كون الخطيب يرى سماعه منه بعيد لا سيما وقد قال المصنف لم أر من ذكره في التابعين وقال النووي في شرح مسلم إنه ليس بتابعي ولكنه من أتباع التابعين ثم إنه قد يستأنس للأول بقوله A طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى لمن رأى من رآني حيث اكتفى فيهما بمجرد الرؤية .
وإذ قد بان تعريفه فمطلقه ينصرف إليه وإن قال ابن الصلاح إنه مقيد بالتابع بإحسان .
الثانية في تفواتهم بأن فيهم القديم الملاقي لقدماء المهاجرين أو المدرك للزمن النبوي أو للجهالة والمختص بمزيد الفضيلة عن سائرهم وبالعدالة وبرواية الصحابة عنهم والمتصدي للفتوى وإن اشتركوا في الاسم وهم لتفاوتهم طباق قيل ثلاث كما في الطبقات لمسلم وابن