( نظمتها ) أي المقاصد حيث سلكت في جمعها المشي على بحر من البحور المعروفة عند أهل الشعر وإن كان النظم في الأصل أعم من ذلك إذ هو جمع الأشياء على هيئة متناسقة تبصره للمبتدى بترك همزة يتبصر بها ما لو يكن به عالما وتذكرة للمنتهى وهو الذي حصل من الشيء أكثره وأشهره وصلح مع ذلك لإفادته وتعلمه وارشاد إليه وتفهيمه يتذكر بها ما كان عنه ذاهلا وكذا للراوي ( المسند ) الذي اعتنى بالإسناد فقط فهو يتذكر بها كيفيه التحمل والأداء ومتعلقاته كما يتذكر بها المنتهى مجموع الفن فبين المسند والمنتهى عموم وخصوص من وجه وأشير بالتبصرة والتذكرة إلى لقب هذه المنظومه وهما بالنصب مفعول له ترك فيه العاطف ولم أتكلف تخليص ما اشتملت عليه من بطون الكتب والدفاتر ولكن ( لخصت فيها ابن الصلاح ) أي مقاصد كتابه الشهير على حد قوله وأسال القرية حيث اختصرت من ألفاظ وأثبت مقصوده ( أجمعه ) ولا ينافي التأكيد حذف كثير من أمثلته وتعاليله وغير ذلك إذ هو تأكيد للمقصود المقدر كأنه قال لخصت المقصود أجمعه .
والتأكيد بأجمع غير مسبوق بكل واقع في القرآن وغيرة جائز ومنه .
( إذا ظللت الدهر أبكي أجمعا ) وأجمع بينهما للتقوية نحو فسجد للملائكة كلهم أجمعون .
والصلاح تخفيف من لقب والده فإنه هو العلامه الفقيه حافظ الوقت مفتي الفرق شيخ الإسلام تقي الدين أبو عمر وعثمان بن الإمام البارع صلاح الدين أبي القاسم ! عبد الرحمن بن عثمان الشهرزورى الموصلي ثم الدمشقي الشافعي كان إماما بارعا حجه متبجرا في العلوم الدينية بصيرا بالمذهب ووجوهه خبيرا بأصوله عارفا بالمذاهب جيدا لماده من اللغة العربية حافظا للحديث متقنا فيه حسن الضبط كبير القدر وافر الحرمه عديم النظر في زمانه مع الدين والعبادة والنسك والصيانة والورع والتقوى انتفع به خلق