فأما الآية الأولى فالذي رجحه كثير من المفسرين عموما في أمة محمد A وخصها آخرون بالصحابة بل قال بعضهم اتفقوا على أنها واردة فيهم وحينئذ فالاستدلال منها ظاهر .
وأما الثانية فهي خطاب مع الموجودين منهم حينئذ ولكن لا يمتنع إلحاق غيرهم بهم ممن شاركهم في الوصف .
وكذا في الآيات والذين معه ومن غيرها أصحابي كالنجوم مع ما تحقق عنهم بالتواتر من الجد في الامتثال .
قال شيخنا والأحاديث الواردة في تفضيل الصحابة كثيرة من أولها على المقصود ما رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه من حديث عبد الله بن معقل قال قال رسول الله A الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه .
وذكر غيره من الأدلة حديث أبي سعيد الخدري لا تسبوا أصحابي فوالذي نفس بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه متفق عليه وهو وإن ورد على سبب وذلك أنه كان بين خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف شيء فسبه خالد فقال النبي A وذكره بحيث خصه بعض أصحاب الحديث بمن طالت صحبته وقاتل معه وأنفق وهاجر فالعبرة إنما هي بعموم اللفظ لا بخصوص السبب كما ذهب إليه الأكثرون وصححه القاضي عياض هنا .
ومثل هذا يقال وإن كان المقول له صحابيا للتنبيه على إرادة حفظ الصحبة عن ذلك ووجه الاستدلال به أن الوصف لهم بغير العدالة سب لا سيما وقد نهى A بعض من أدركه وصحبه عن التعرض لمن تقدمه لشهود