الشيوخ أو قصدا لتمرن الطالب بالنظر في الرواة وتميزهم إن كان مكثرا وأشباه ذلك مما تقدم في قسم تدليس الشيوخ من التدليس .
ثم إنه تارة يكون من راو واحد بأن تتعدد الروايات منه عن ذاك الراوي بأنحاء مختلفة أو من جماعة يعرف كل واحد منهم الراوي بغير ما عرفه الآخر به ولعبد الغني بن سعيد الأزدي المصري الحافظ في ذلك إيضاح الإشكال وكذا للخطيب فيه الموضع لإيهام الجمع والتفريق بدأ فيه بما وقع لأستاذ الصنعة البخاري من الوهم في ذلك .
وصنف فيه الصولي أيضا وأمثلته كثيرة ففي الضعف نحو ما فعل من غير واحد في الكلبي المنسوب لكلب بن وبرة حتى أبهما الأمر فيه على كثيرين من عدو لهم في الكلبي محمد بن السائب ابن بشر الكوفي العلامة كما قال ابن سعد في أنساب العرب وأحاديثم والتفسير والذي اتفق أهل النقل على ضعفه واتهمه غير واحد بالكذب والوضع حيث سماه حمادا بدل محمد أبو أسامة حماد بن أسامة إذ روى عنه عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس رفعه زكاة كل مسك دباغه ولم يتنبه حمزة بن محمد أبو القاسم الكناني الحافظ له فإنه وثق حماد بن السائب وذلك لا يكون إلا عن غفلة عن أنه محمد بن السائب لاشتهاره بالضعف .
ودونه ما وقع للنسائي في الكنى في الحديث المذكور اسقط عن بين أبي أسامة وحماد فصار حماد اسم أبي أسامة كما نبه على ذلك الحافظ عبد الغني المذكور وقال إنه سأل شيخه الدارقطني عن حماد الواقع في هذا الحديث فقال إنه الكلبي إلا أن أبا أسامة كان سميه حمادا .
قال عبد الغني ويدل شيخنا أن عيسى بن يونس يعني السبيعي الكوفي روى الحديث المشار إليه عن الكلبي مصرحا به من غير تغطيته انتهى والظاهر أنه لقب له اختص لديه أبو أسامة بمعرفته لأنه مع جلالته لا يظن به ابتكار