يلتقيا وكذا لو التقيا ولم يقع بينهما سماع فهو انقطاع مخصوص يندرج في تعريف من لم يتقيد في المرسل بسقط خاص وإلى ذلك الإشارة بقول البلقيني إن تسميته بالإرسال هو على طريقة سبقت في نوع المرسل وبهذا التعريف تباين التدليس إذ هو كما حقق أيضا على ما تقدم في بابه رواية الراوي عن عمن سمع منه ما لم يسمعه منه .
فأما من عرف ما نحن فيه برواية الراوي عمن سمعه منه مال م يسمعه منه أو عمن لقيه ولم يسمع منه أو عمن عاصره فيكون بينهما عموم مطلق والمعتمد ما حققناه أولا وحينئذ فعدم السماع مطلقا للراوي من المروي عنه ولو تلاقيا و كذا عدم اللقاء بينهما حيث علم أحدهما بأحد أمرين من أخبار الراوي عن نفسه بذلك كقول أبي عبيد بن عبد الله بن مسعود وقد سئل هل تذكر من أبيك شيئا لا ونحوه قول عمر بن عبد الله مولى غفرة وقد سأله الراوي عنه عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي أسمعت من ابن عباس قد أدركت زمنه أو جزم إمام مطلع بكونه لم يثبت عنده من وجه يحتج به أنهما تلاقيا مثل زرعة الرازي وغيره في قولهم إن الحسن البصري لم يلق عليا .
ومثل المزي في المتأخرين وكان في هذا عجبا من العجب في قوله إن عمر بن عبد العزيز لم يلق عقبة بن عامر يبدو به أي يظهر من عدم السماع وإلقاء الإرسال ذو الخفاء بحيث يكون في الأكثر سببا للحكم بذلك كحديث أبي هريرة إذا استيقظ أحدكم من الليل فليوقظ امرأته رواه أبو عامر العقدي عن الثوري عن ابن المنكدر عنه وابن المنكدر فيما قاله بان معين والبزار لم يسمع من أبي هريرة بل قال أبو زرعة إنه لم يلقه وهو مقتضى ما نقله ابن المديني عن ابن عيينة من كون ابن المنكدر بلغ من العمر نيفا وسبعين سنة وبيان ذلك أن وفاته كانت في سنة ثلاثين ومائة أو التي