بالسماع جملة كالمسلسلات لأبي بكر بن شاذان ولأبي محمد الإبراهيمي ولأبي محمد الديباجي ولأبي سعد السمان ولأبي سعد بن أبي عصرون ولأبي القاسم التيمي والقرافي ولأبي المكارم بن مسدي ولأبي سعيد العلائي ولابن الفضل في الأربعين له وبالإجازة حملة أيضا كأبي نعيم الإصبهاني وأبي الحسن اللبان والقاضي أبي بكر بن العزي واعتنى كل من حافظ دمشق الشمس بن ناصر الدين وحافظ مكة من أصحابنا بإفراد ما وقع له منها في تخريج وكذا أفردت مأية منها بالتصنيف مبينا شأنها ورويت ذلك إملاء وتحديثا بالقاهرة ومكة .
ثم تارة يكون التسلسل من الابتداء إلى الانتهاء وهو الأكثر منه ذو نقص بقطع السلسلة إما في أوله أو وسطه أو آخره وله أمثلة كحديث عبد الله بن عمرو بن العاص الراحمون يرحمهم الرحمن المسلسل بأولية وقعت لجل رواته حيث كان أول حديث سمعه كل واحد منهم من شيخه فإنه إنما يصح التسلسل فيه إلى ابن عيينة خاصة وانقطع فيمن فوقه على المعتمد وبعض من الرواة قد وصلة إلى آخره إما غلطا كما أشار إليه ابن الصلاح حيث أورد الحديث في بعض تخاريجه متصل السلسلة وقال عقبة إنه غريب جدا وفي موضع آخر أنه منكر وأبو طاهر يعني ابن مخمش رواية فمن فوقه لا مطعن فيهم ومع ذلك فأحسب أو أبت أن هذا سهو أو خطأ صدر من بعضهم عن قلة معرفة بهذه الصناعة فليس يصح تسلسله بكماله من وجه ما وإما كذبا كأبي المظفر محمد بن علي الطبري الشيباني حيث وصله وتواقح فأرخ سماع ابن عيينة له من عمرو في سنة ثلاثين وماية وافتضح فإن عمرا مات قبل ذلك إجماعا وأرخ سماع عمرو أيضا له من أبي قابوس سنة ثمانين ولم يتابع على ذلك ولا على أشياء انفرد بها فيه غير ذلك بحيث جزم غير واحد من الحفاظ باتهامه به لا سيما وقد رواه ابن عساكر وغيره عن شيخه فيه بدون ما أتى به بل كالناس