المصنفين بينه وبين النبي A سبعة مثلا فينزل هذا المصنف منزلة شيخ شيخنا .
ثم حيث انقضت الأقسام الثلاثة التي هي علو المسافة فلنشرع في علو الصفة وعبر عنه شيخنا وغيره بالعلو المعنوي وهو كما قال بعض محققي المغاربة باب متسع ومداره على وجود المرجحات وكثرتها وقلتها وبحسب ذلك يقع الاختلاف بين أئمة الشأن في أن يصحح بعضهم ما لا يصحح الآخر إذ قطب دائرته الظن وأهمه ما يرجع إلى صفة الراوي كأن يكون أفقه أو أحفظ أو أتقن أو أضبط أو أكثر مجالسة للمروي عنه أو أقدم سماعا من غيره أو وفاة قال وعلو الصفة عند أئمة الحديث بالأندلس أرجح من علو المسافة خلافا للمشارقة يعني المتأخرين .
ولأجل هذا قال العماد بن كثير إنه نوع قليل الجدوى بالنسبة لباقي الفنون ونحوه قول شيخنا وقد عظمت رغبة المتأخرين فيه حتى غلب ذلك على كثير منهم بحيث أهملوا الاشتغال بما هو أهم منه وسبقه ابن دقيق العيد فقال وقد عظمت رغبة المتأخرين في طلب العلو حتى كان ذلك سببا لخلل كثير في الصنعة ولم يكن فيه إلا الإعراض عمن طلب العلم بنفسه بتمييزه إلى من أجلس صغيرا لا تمييز له ولا ضبط ولا فهم طلبا للعلو وتقدم السماع وكذا قال ابن الصلاح عند ذكر الموافقات وما معها وقد كثر اعتناء المحدثين المتأخرين بهذا النوع يعني مفرقا ومجموعا على حده كما فعل عساكر قال وممن وجدته في كلامه الخطيب وبعض شيوخه وابن ماكولا والحميدي وغيرهم من طبقتهم وممن جاء بعدهم .
فأول أقسام علو الصفة وهو الرابع علو الإسناد بسبب قدم الوفاة في أحد رواته بالنسبة لراو آخر متأخر الوفاة عنه اشترك معه في الرواية عن شيخه بعينه فسماعنا مثلا للبخاري ممن رواه لنا عن البهاء أبي البقاء السبكي