يعني لتقديم الأولى فالأولى واللتان قبلها أسهل تناولا منها وأسهلهما أولاهما ثم من أهلها من يجمع في ترجمة كل صحابي ما عنده من حديثه من غير نظر لصحته وغيرها وهم الأكثر ومنهم من يقتصر على الصالح للحجة كالضياء ومنهم من يقتصر على صحابي واحد كمسند أبي بكر مثلا أو مسند عمر ومنهم من تقتصر على طرف الحديث الدال على تقية وبجمع أسانيده إما مستوعبا وإما مقيدا بكتب مخصوصة شبه ما فعل أبو العباس أحمد بن ثابت الطرفي بفتح المهملة وقاف في أطراف الخمسة والمزي في أطراف الكتب الستة وشيخنا في أطراف الكتب العشرة .
وطريقة المزي أنه إن كان الصحابي من المكثرين رتب حديثه على الحروف أيضا في الرواة عنه وكذا يفعل في التابعي حيث يكون من المكثرين عن ذلك الصحابي وهكذا .
وقد طرف ابن طاهر أحاديث الأفراد لدارقطني وسلك ابن حبان طريقة ثالثة فرتب صحيحه على خمسة أقسام وهي الأوامر والنواهي والإخبار عما احتيج بمعرفته كبدء الوحي والإسراء وما فضل به على الأنبياء والإباحات وأفعاله A التي انفرد بفعلها مما اختص به وشبهه ونوع كل قسم منها أنواعا ولعمري إنه وعمر المسلك صعب المرتقى بحيث سمعت شيخنا يقول إنه رام تقريبه فبعده وجمعه أي الحديث في الطريقين أو الطرق معللا يعني على العلل بأن يجمع في كل متن طرقه واختلاف الرواة فيه بحيث تتضح إرسال ما يكون متصلا أو وقف ما يكون مرفوعا أو غير ذلك كما قرر في بابه ففي الأبواب كما فعل أبو محمد بن أبي حاتم وهو أحسن لسهولة تناوله وفي المسانيد كما فعل الحافظ الكبير الفقيه المالكي أبو يوسف يعقوب بن شيبة بن الصلت ابن عصفور السدوسي البصري نزيل بغداد وتلميذ أحمد وابن المذني وابن معين المتوفى في سنة اثنتين وستين