كمية المحفوظ مع قلة مرات الدرس وقلة الزمان الذي هو ظرف المحفوظ .
وكذا لا تأخذ نفسك بما لا طاقة لك به بل اقتصر على اليسير الذي تضبطه وتحكم حفظه واتقانه لقوله A خذوا من العمل ما تطيقون ولذا قال الثوري كنت آتي الأعمش ومنصور فأسمع أربعة أحاديث خمسة ثم انصرف كراهية أن تكثر وتفلت ريوناه في الجامع للخطيب وعنده عن شعبة وابن علية ومعمر ونحوه وعن الزهري قال من طلب العلم جملة فاته جملة وإنما يدرك العلم حديث وحديثان وعنه أيضا قال إن هذا العلم إن أخذته المكاثرة له غلبك ولكن خذه مع الأيام والليالي أخذا رفيقا تظفر به .
ثم بعد حفظك له ذاكر به الطلبة ونحوهم فإن لم تجد من تذاكره فذاكر مع نفسك وكرره على قلبك فالمذاكرة تعينك على ثبوت المحفوظ وهي من أقوى أسباب الانتفاع به والأصل فيها معارضة جبريل مع النبي A القرآن في كل رمضان ويروى عن أنس قال كنا نكون عند النبي A فنسمع منه الحديث فإذا قمنا تذاكرناه فيما بيننا حتى نحفظه .
وفي حديث مرفوع إن المؤمن نساء إذا ذكر ذكر وقال علي تذاكروا هذا الحديث وإن لا تفعلوا يدرس وقال ابن مسعود تذاكروا الحديث فإن حياته مذاكرته ونحوه عن أبي سعيد الخدري وابن عباس .
وقال الخليل بن أحمد ذاكر بعلمك تذكر ما عندك وتستفيد ما ليس عندك .
وقال عبد الله بن المعتز من أكثر مذاكرة العلماء لم ينس ما علم واستفاد ما لم يعلم وقال إبراهيم النخعي من سره أن يحفظ الحديث فليحدث به ولو أن يحدث به من لا يشتهيه وقيل حب التذاكر أنفع من حب البلاذر