وقيل أيضا حفظ سطرين خير من كتابة ورقتين وخير منهما مذاكرة اثنين .
ولبعضهم .
( من حاز العلم وذاكره ... صلحت دنياه وآخرته ) .
( فأدم للعلم مذاكـرة ... فحياة العلم مذاكرتـه ) .
ولا تتساهلن في المذاكرة بل الإتقان بالنصب مفعول مقدم فيها وفي شأنك كله أصحبن بنون التأكيد الخفيفة فالحفظ كما قال ابن مهدي الإتقان وبادر إذا تأهلت واستعددت إلى التأليف الذي هو أعم من التخريج والتصنيف والإتقاء إذ التأليف مطلق الضم والتخريج إخراج المحدث الأحاديث من بطون الأجزاء والمشيخات والكتب ونحوها وسياقها من مرويات نفسه أو بعض شيوخه أو أقرانه أو نحو ذلك والكلام عليها وعزوها لمن رواها من أصحاب الكتب والدواوين مع بيان البدل والموافقة ونحوهما مما سيأتي تعريفه .
وقد ينوسع في إطلاقه على مجرد الإخراج والتصنيف والعزو وجعل كل صنف على حده والإنتقاء النقاط مما يحتاج إليه الكتب والمسانيد ونحوها مع استعمال كل منها عرفا مكان الآخر فباشتغالك بالتأليف تمهر بالجزم مع ما بعدها جوابا للشرط المنوي في الأمر في الصناعة ويقف على غوامضها وتستبين لك الخفي من فوائدها وتذكر بذلك بين العلماء والمحصلين إلى آخر الدهر ويرجى لك بالنية الصادقة الرقي إلى أوج المنافع العظيمة والدرجات العالية الجسيمة .
وقد قال الخطيب كما رويناه في جامعه قل ما يتمهر في علم الحديث ويقف على غوامضه ويستبين الخفي من فوائده إلا من جمع متفرقة وألف متشتتة وضم بعضه إلى بعض واشتغل بتصنيف أبوابه وترتيب أصنافه فإن