إني لأعلم به منه ولكن أردت أن أذيقه حلاوة رياسة العلم ليبعثه على الاستكثار .
ووقف القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري على جزء من حديث أبي الفضل الخزاعي فيه حكايات مليحة مما قرأه أبو سعد السمعاني أحد تلامذته بالكوفة على الشريف عمر بن إبراهيم الحسني بإجازته من محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي فكتبه بخطه ثم أمره بإسماعه له فقال له كيف هذا يا سيدي وأنا أفتخر بالسماع منك فقال له ذاك بحالة قال أبو سعد فقرأته وسمعه القاضي مني مع جماعة وأمر بكتابة اسمه ففعلوا وكتب هو بخطه أول الجزء حدثنا أبو سعد السمعاني .
ولا تأنف من تحديثك عمن دونك فقد روينا في الوصية لأبي القاسم بن مندة من طريق خارجة بن مصعب أنه قال من سمع حديث من هو دونه فلم يروه فهو مرائي لا سيما وقد فعله غير واحد وفي رواية الأكابر عن الأصاغر والآباء عن الأبناء والأقران لذلك أمثلة كثيرة .
وتوسط جماعة فرووا عمن دونهم مع تغطيتهم بنوع من التدليس بحيث لا يميزهم إلا الحاذق .
ولتكن الفائدة قصدك لا كثرة الشيوخ حال كونها صيتا عاطلا من الفائدة بحيث يكون كمن حكى عنه أنه كان يقول ضيع ورقة ولا تضيعن شيخا وهي الطريقة التي سلكها جل أصحابنا من طلبة شيخنا فضلا عمن دونهم فإنهم اعتنوا بالتكثير من الشيوخ بحيث يقول الواحد منهم أخذت عن ستمائة أو نحو ذلك التكثير من المسموع حتى إنه يفوت بعض الكتب الستة أصول الإسلام فضلا عن غيرها هذا مع تصريح شيخنا بأن عكسه أولى .
وقد قال أبو الوليد كتبت عن قيس بن الربيع ستة آلاف حديث هي