أفلحوا ولا أنجحوا ونحوه قول من تأخر أيضا ولقد شاهدنا جماعة كانوا يستأثرون بالسماع ويخفون الشيوخ ويمنعون الأجزاء والكتب عن الطلبة فحرمهم الله قصدهم وذهبوا ولم ينتفعوا بشيء وكذا أقول وكيف لا وقد قال وكيع أول بركة الحديث إعارة الكتب اللهم إلا أن يكتم عمن لم يره أهلا أو يكون ممن لا يقبل الصواب إذا أرشد إليه ونحو ذلك كما فعله السلف الصالح وقد قال الخطيب .
( من أواه بجهله فرط النية والإعجاب ... إلى المحامات عن الخطاء والمماراة في الصواب ) .
( فهو بذلك الوصف مذموم مأثوم ... ومحتجر الفائدة عنه غير مؤنب ولا ملــوم ) .
وساق عن الخليل بن أحمد أنه قال لأبي عبيدة معمر بن المثنى لا تردن على معجب خطأ فيستفيد منك علما ويتخذك به عدوا وقد قيل فيما يروى عنه A إن من القول عيالا هو عرضك كلامك وحديثك على من ليس من شأنه ولا يريده .
وإذا أفادك أحد من رفقائك ونحوهم شيئا فأعز ذلك إليه ولا توهم الناس إنه من قبل نفسه فقد قال أبو عبد القاسم بن سلام فيما رويناه في المدخل للبيهقي و الجامع للخطيب إن من شكر العلم أن تجلس مع الرجل فتذاكره بشيء لا تعرفه ليذكره لك ثم ترويه وتقول إنه والله ما كان عندي في هذا شيء حتى سمعت فلانا يقول فيه كذا وكذا فتعلمته فإذا فعلت ذلك فقد شكرت العلم .
وسأل إنسان يونس بن عبد الأعلى عن معنى قول النبي A أقروا الطير