وعن الثوري أنه قال يا معشر الشباب تعجلوا بركة هذا العلم فإنكم لا تدرون لعلكم لا تبلغون ما تؤملون منه ليفد لعضكم بعضا ومعلوم أن الدين النصيحة .
بل يروي كما عند الخطيب في جامعه وأبي نعيم في رياضة المتعلمين عن ابن عباس مرفوعا يا إخواني تناصحوا في العلم ولا يكتم بعضكم بعضا فإن خيانة الرجل في علمه كخيانته في ماله والله تعالى سائلكم عنه وهو عند أبي نعيم في الحلية بلفظ فإن خيانة في العلم أشد من خيانة في المال ولهذا قال الخطيب والذي نستحبه إفادة الحديث لمن لم يسمعه والدلالة على الشيوخ التنبيه على رواياتهم فإن أقل ما في ذلك النصح للطالب والحفظ للمطلوب مع ما يكتب به من جزيل الأجر وجميل الذكر .
وأغرب ابن مسدي فحكى عن ابن الفضل أنه كان يختار سماع العالي لنفسه وأن أبا الربيع بن سالم كتب إلى السلفي يطلب منه أن يستجيز له بقايا ممن يروى عن أصحاب الخطيب فكتب إليه بانقراضهم قبل الستمائة وليس كذلك فآخرهم كان في سنة ثلاث عشرة وستمائة قال وهكذا رأيت نبلاء أصحابه بمصر وإسكندرية يغارون على هذا أشد الغيرة ما خلا الأسعد بن مقرب فإنه كان مفيدا وعندي في هذا توقف كبير وقد أشرت لرد ما نسبه ابن مسدي إليهما أيضا مما يشبه هذا في كتابه التسميع .
وكذا اجتنب منع عارية الجزء والكتاب المسموع للقراءة فيه أو السماع والكتابة منه لا سيما حيث لم تتعدد نسخه فإنها يتأكد لقوله A من كتم علما يعلمه ألجم بلجام من نار فهو شامل لهذا وهذه العارية غير الماضية في كتابه التسميع فتلك مضى الكلام فيها مع الحكاية عن كل من إسحاق بن راهويه وابن الصلاح أنه قال قد رأينا أقواما منعوا هذا السماع فو الله ما