لما تفتقر إليه من الحديث والعلم قال مجاهد كما علقه البخاري في صحيحه عنه لا ينال العلم مستحي بإسكان الحاء ولا متكبر وأراد بذلك تحريض المتعلمين على ترك العجز والتكبر لما يؤثر كل منهما من النقص في التعلم .
وروينا في المجالسة للدينوري عن الحسن أنه قال من استتر عن طلب العلم بالحياء لبس الجهل سربالا فقطعوا سرابيل الحياء فإذا من رق وجهه رق علمه ولا ينافي ذلك كون الحياء من الإيمان لأن ذلك هو الشرعي الذي يقع على وجه الإجلال والاحترام للأكابر وهو محمود والذي هنا ليس بشرعي بل هو سبب لترك أمر شرعي فهو مذموم .
وروينا عن عمر بن الخطاب وابنه Bهما أنهما قالا من رق وجهه رق علمه ويفسره قول بعضهم من رق وجهه عند السؤال رق علمه عند الرجال ومنه قال علي قرنت الهيبة بالخيبة وعن الأصمعي قال من لم يحمل ذل التعليم ساعة بقي في ذل الجهل أبدا أسنده ابن السمعاني فيمن اسمه إبراهيم من ذيله على تاريخ بغداد ونظمه شيخنا فقال عن الأصمعي .
( جاءت إلينا مقالة تجــدد ... بالإحسان في الناس ذكره ) .
( متى يحتمل ذل التعلم ساعة ... وإلا ففي ذل الجهالة دهره ) .
واجتنب أيها الطالب كتم السماع الذي ظفرت به لشيخ معلوم أو كتم شيخ اختصصت بمعرفته عمن لم يطلع على ذلك من إخوانك الطلبة رجاء الانفراد به عن أضرابك فهو أي الكتم لؤم من فاعله يقع من جهلة الطلبة الوضعاء كثيرا ويخاف على مرتكبه عدم الانتفاع به إذ بركة الحديث إفادته ونشره نمي ويعم نفعه قال مالك بركة الحديث إفادة الناس بعضهم بعضا وقال ابن المبارك أول منفعة الحديث أن يفيد بعضكم بعضا