سيرين حين أراد أن يقوم عن حديث فقال له إنك إن كلمتني ما لم أطق لساءك ما سرك مني من خلق .
وقال إسماعيل بن موسى بن بنت السدي دخلنا ونحن جماعة من الكوفيين على مالك فحدثنا سبعة أحاديث فاستزدناه فقال من كان له دين فلينصرف فانصرفوا إلا جماعة أنا منهم فقال من كان له حياء فلينصرف فانصرفوا إلا جماعة أنا منهم فقال من كانت له مروءة فلينصرف فانصرفوا إلا جماعة أنا منهم فعند ذلك قال يا غلمان ما بقاؤهم فإنه لا بقيا على قوم لا دين لهم ولا حياء ولا مروءة .
ويخشى كما قال ابن الصلاح على فاعل ذلك أن يحرم الانتفاع كما وقع للشريف زيدك أحد أصحاب الناظم حين قرأ العمدة على الشهاب أحمد بن عبد الرحمن المرادي في حال مكبره وعجزه أي سماع أي اليسير بالملاطفة وأطال عليه بحيث أضجره فدعا عليه بقوله لا أحياك الله أن ترويها عني أو نحو ذلك فاستجيب دعاؤه ومات الشريف عن قرب لا سيما والمجلس إذا طال كان للشيطان فيه نصيب كنا قدمته مع شيء مما يلائمه في ألباب قبله .
وينبغي أن يكون لشيخ علامته يتنبه بها الطالب للفراغ كما جاء عن الأعمش أن إبراهيم النخفي كان إذا أراد أن يقطع الحديث مس أنفه فلا يستطيع أحد أن يسأله عن شيء وكان الحسن البصري يقول اللهم لك الشكر ولا تستعمل ما قاله بعض الشعراء .
( أغثت الشيخ بالسؤال تجده ... سلسا يلتقيك بالراحتـــين ) .
( وإذا لم تصح صياح الثكالى ... رجعت عنه وأنت صفر اليدين ) .
ولا تكن أيها الطالب يمنعك التكبر أو الحياء بالقصر عن طلب