ومكة يشام الناس يسمع منهم .
وقيل لأحمد أيضا أيرحل الرجل في طلب العلم فقال بلى والله شديدا لقد كان علقمة والأسود يبلغهما الحديث عن عمر فلا يقنعهما حتى يخرجا إليه فيسمعانه منه وهذا على وجه الاستحباب وهو متأكد إذا علمت أن ثم من المروي ما ليس ببلدك مطلقا أو مقيدا بالعلو ونحوه بل قد يجب إذا كان في واجب الأحكام وشرائع الإسلام ولم يتم التوصل إليه إلا به .
فالوسائل تابعة للمقاصد كما صرح به القاضي عياض في ذلك وفي الاشتغال بعلوم هذا الشأن .
ويروى أنه A قال أطلبوا العلم ولو بالصين فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم وعن أبي مطيع معاوية بن يحيى قال أوحى الله إلى داود أن اتخذ نعلين من حديد وعصي من حديد وأطلب العلم حتى تنكسر العصي وتنخرق النعلان وقال الفضل بن عاريم في بعض الأحاديث والله لو رحلتم في طلبه إلى البحرين لكان قليلا وقصة موسى عليه السلام في لقاء الخضر بل قوله تعالى ( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ) من شواهده .
وكفى بقوله A من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله تعالى له به طريقا إلى الجنة ترغيبا في ذلك وعن ابن عباس في قوله ( السائحون ) قال هم طلبة العلم وقال إبراهيم بن أدهم إن الله يدفع عن هذه الأمة البلاء برحلة أصحاب الحديث وقال زكريا بن عدي رأيت ابن المبارك في النوم فقلت له ما فعل الله بك قال غفر لي برحلتي في الحديث إلى غير هذا مما أودعه الخطيب في جزء له في ذلك قد قرأته